نشأ بيل ماكدرموت Bill McDermott في أسرة متوسطة الحال في لونج آيلاند بالولايات المتحدة، ومنذ سنواته الأولى لم يَخْبُ طموحه أو حلمه بالفوز، ولم تعقه ظروف أسرته عن الحلم، وككثير من الأطفال كان مضطراً للعمل منذ المرحلة الابتدائية، فبدأ بتوزيع الصحف والحليب، وكان حريصاً على أن يتميز في ما يقوم به، مهما كان بسيطاً، فكان يراعي متطلبات واحتياجات زبائنه بمنتهى الدقة، ثم التحق بالعمل في محل بقالة، وسرعان ما اكتسب ثقة صاحب المحل، وقبل أن ينهي المرحلة الثانوية كان قد امتلك ذلك المحل، ثم بدأ بتقديم منتجات وخدمات جديدة، مثل خدمة التوصيل إلى المنازل، فشكل ذلك طفرة في مبيعات المحل، كما بدأ في تقديم الشطائر والوجبات التي تعدها والدته بكل عناية ودقة، بجانب افتتاح ركن لألعاب الفيديو التي جذبت العشرات من اليافعين. اكتشف بيل أن السر ليس في تنويع ما يقدمه، بل في التعرف إلى احتياجات زبائنه، وتلبيتها، والحرص على التطوير والتحسين المستمرين، تعلم أيضاً أن الالتزام والثقة وتكوين علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والاهتمام بالآخرين هي أهم عوامل النجاح.
بمجرد أن أكمل بيل تعليمه الجامعي، التحق بالوظيفة التي طالما حلم بها، حيث عمل مندوب تسويق في شركة «زيروكس»، تلك الشركة التي أدخلت منتجات لم تكن موجودة في السوق في تلك الفترة، وكان أول بند على قائمة طموحاته أن يكون رقم واحد على مستوى الولايات المتحدة، وبالاعتماد على مهاراته في فهم احتياجات الزبائن، وإقامة جسور من الثقة والاهتمام، اكتسب شهرة واسعة، وحقق حلمه خلال سنة واحدة، وبعدها بعامين أسندت إليه قيادة فريق مكون من 16 مندوب تسويق، فاكتشف مهاراته القيادية في العمل مع الفريق بأسلوب «اللاعب – المدرب»، وبدلاً من أن يملي على الفريق ما يجب القيام به، كان بمثابة القدوة لهم، وأوفى بوعده في أن يحقق الفريق أعلى مبيعات في الولايات المتحدة، وبالفعل تحقق ذلك في أقل من عام، وترقى إلى أن أصبح نائب رئيس «زيروكس» ورئيس المبيعات بالولايات المتحدة.
بعد أن ترك «زيروكس» يشغل الآن بيل ماكدرمت منصب الرئيس التنفيذي لشركة ساب SAP، وهي واحدة من أكبر شركات البرمجيات في العالم، ويعمل بها 86 ألف موظف في 140 دولة. يعتمد نموذج بيل على الطموح، والاهتمام الحقيقي بالناس، سواء العملاء، أو الموظفين، أو الموردين، واحترام الجميع، والجدية والاجتهاد والتعلم المستمر، وتطبيق ما يتم تعلمه، فالقيادة الحقيقية هي في الصدق وفهم الاحتياجات النفسية والاجتماعية والمادية لكل عضو في الفريق، والتواضع، وعدم نسيان الجذور.
المصدر: الإمارات اليوم