دشّن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مجلس الأخوة الإنسانية، الذي أطلقه، أمس، مجلس حكماء المسلمين، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية في بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي.
ويُعدّ إنشاء المجلس، بما يضمه من شخصيات وكيانات عالمية بارزة، مبادرة فريدة من نوعها، تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين قادة ذوي خلفيات متنوّعة. كما يُعدّ انطلاقه خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، بما تحمله من تأكيد على القيم المشتركة والترابط للبشرية.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تعكس رؤية قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اللذين يحظيان بدعم قوي من قيادة الدولة الرشيدة».
وأضاف: «إننا في دولة الإمارات ملتزمون بجعل التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية جزءاً أصيلاً من مجتمعنا، وملتزمون أيضاً بمشاركة هذه القيم مع العالم».
وأوضح أن «الأخوة الإنسانية هي الترابط الفعّال في إطار الاختلاف البشري، ويكمن في جوهرها فهم إنسانيتنا المشتركة، وأن ما يجمعنا يفوق بكثير ما يفرقنا، والأخوة الإنسانية تؤكّد ترابطنا، وتلزمنا بالعمل المشترك لمواجهة القضايا والتحديات العالمية الملحة، أما التسامح فهو قدرة الفرد على قبول تنوّع واختلاف الآخر، دون تعريضه للنقد أو للأذى».
وقال رئيس جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية العضو السابق في لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، خوسيه راموس هورتا، إن «العمل مع الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبدالسلام، أثناء وجودي في لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة في نسختها السابقة، أتاح لي الفرصة للتعرف عن قرب إلى هذه الوثيقة التاريخية والمهمة، الأمر الذي دفعني إلى اتخاذ القرار لنقل بنود وثيقة الأخوة الإنسانية إلى بلادي، باعتبارها وثيقة وطنية يمكن الاستفادة منها في ترسيخ قيم التعايش والتسامح وتعزيز الإخاء بين الجميع»، مشيراً إلى أن «الوثيقة تدرس حالياً في المناهج الدراسية للمراحل الأساسية في البلاد».
وفي كلمة ألقاها بالنيابة عن رئيس جمهورية إندونيسيا، جوكو ويدودو، أكّد نائب رئيس جمهورية إندونيسيا، معروف أمين، أن «الوثيقة تذكرنا بشكل متواصل بأهمية قيم ومبادئ الأخوة الإنسانية، وفي الوقت نفسه تمايز الدين والمعتقد»، لافتاً إلى أن «الدين الإسلامي بمبادئه الحنيفة يدعو البشرية دائماً إلى تعزيز الأخوة في ما بينهم، بغض النظر عن خلفياتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم».
من جانبه، قال شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في كلمة بعث بها إلى المشاركين في مجلس الأخوة الإنسانية: «نؤكّد أن عالمنا لم يكن في حاجة إلى إحياء المبادئ الأخلاقية العليا التي اشتملت عليها هذه الوثيقة، كما هو عليه اليوم، وفي مقدمتها الدعوة الجادة إلى وقف الحروب والصراعات، ما يضعنا جميعاً أمام مسؤولية كبرى، تحتم علينا مواصلة العمل من أجل نشر قيم الأخوة الإنسانية وتعزيزها».
وفي رسالة لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ألقاها بالنيابة عن قداسته عميد دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، نيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت، بعث قداسته بالتهنئة للمشاركين في مجلس الأخوة الإنسانية والقائمين على جائزة زايد للأخوة الإنسانية بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يصادف الذكرى السنوية الخامسة لتوقيع الأخوة الإنسانية، معرباً عن سعادته برحلة الحوار والتضامن والاحترام المشترك، التي بدأت في أبوظبي منذ خمسة أعوام، ومازالت تقوم بعملها في نشر التسامح والتعايش وقبول الآخر.
كما أشاد قداسته بالجهود المتواصلة والدعم غير المحدود لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، للمبادرات القيمة التي تسعى إلى ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية والتكافل الاجتماعي، القائمة على مفهوم أن البشر ليسوا فقط متساوين، ولكن مترابطون في ما بينهم بشكل وثيق، باعتبارهم أخوة في إطار أسرة إنسانية واحدة، مؤكّداً أن «تحقيق الأخوة الإنسانية تتطلب إدراك أهمية المساواة بين البشر وتعزيز التسامح والتعايش السلمي».
من جهته، أكّد رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، محمد خليفة المبارك، أنه «مع ترابط العالم بشكل متزايد، أصبحت هناك ضرورة ملحّة إلى احتضان روح الإنسانية والعمل الجماعي والتضامن، والحوار، وتقدير أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات والمعتقدات المتنوّعة»، لافتاً إلى أن «بيت العائلة الإبراهيمية، خلال عامه الأول، حقق نجاحاً كبيراً في تأسيس روح جديدة من الأخوة الإنسانية، ليتحوّل من مجرد مساحة مادية إلى مجتمع مزدهر».
نهيان بن مبارك:
• التسامح هو قدرة الفرد على قبول تنوّع واختلاف الآخر، دون تعريضه للنقد أو للأذى.
المصدر: الامارات اليوم