تصاعدت الحملة ضد الفنان المصري رامز جلال، صاحب حلقات «رامز تحت الأرض»، حيث اعتبرها كثيرون منطوية على إساءات غير مقبولة، وأنها تقدم الشخصيتين المصرية والعربية في إطار سلبي، ورصدت الهيئة الوطنية للإعلام المصرية وجود تجاوزات، وتستعد لإصدار تقرير، ربما في غير مصلحة الحلقات، بينما رفع محامون، من بينهم رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، دعاوى قضائية، كما كتب نقاد وكتاب وصحافيون ضد «رامز تحت الأرض»، وزاد وتيرة الهجوم على رامز ما تكشف من «تمثيل» رامز والممثل الهندي شاروخان، عدم معرفة الأخير بـ«المقلب» الذي دبر ضده في الحلقة التي استضافه فيها، واعتبر متابعون أن ما فعله رامز وشاروخان خداع للجمهور.
بدأت الحملة في توقيت مبكر بإعلان رئيس نادي الزمالك، المحامي مرتضى منصور، رفعه دعوى ضد رامز جلال، بسبب برنامجه «رامز تحت الأرض»، وهاجم منصور، الذي تحدث عبر الهاتف مع برنامج «العاشرة مساءً» عبر فضائية «دريم2»، برنامج رامز، ثم عاد وكتب على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلاً: «مرتضى منصور يقدم إنذاراً غداً لوزارة الداخلية بالقبض على رامز جلال، ووزارة الصحة بإيداعه في مستشفى الأمراض العقلية، بسبب ما يعرضه بحياة المصريين للخطر. رامز يعترف على نفسه بأنه مختل عقلياً».
في الوقت نفسه، هاجم الإعلامي طوني خليفة، رامز وصديقه الإعلامي اللبناني نيشان، وكشف طوني عن دور نيشان في برنامج رامز، حيث يقوم بإيهام ضحايا البرنامج من النجوم بأنهم قادمون إلى دبي، من أجل إجراء مقابلة في حلقة من برنامجه الرمضاني الجديد، لكنهم يقعون ضحية مقلب رامز، وهو ما رفضه الإعلامي طوني خليفة، في ظل ما يتعرض له الضيف من ضغوط عصبية، دون أدنى مراعاة للحالة الصحية للنجم، وما قد يعانيه من أمراض القلب والضغط.
• 400 ألف دولار تقاضاها شاروخان نظير مشاركته في البرنامج الذي اعتبره «مزحة منظمة».
وزادت حدة الانتقادات لبرنامج رامز بعد ظهوره مع الفنان الهندي العالمي شاروخان، خصوصاً بعد الطريقة «المتعالية» التي عامل بها شاروخان رامز، بحسب المنتقدين، وبعد تصريحات مدير مكتب شاروخان بأن ما حدث في الحلقة كلها لا يعدو أن يكون «قصة مفبركة».
فقد اعتبر الإعلامي، محمد الغيطي، ما فعله شاروخان «إهانة للشعب المصري». وقال الغيطي، خلال برنامج «الخيمة»، المذاع على فضائية «ال تي سي»، إن الفنان الهندي ضرب رامز جلال بشكل مهين خلال البرنامج، وقال الغيطي «رامز جلال كان يتوسل الفنان الهندي بأن المصريين يحبونه»، مستهجناً «من أنت يا رامز حتى تتحدث باسم الشعب المصري.. هذا عيب».
أما الناقدة السينمائية، ماجدة خيرالله، فقد أكدت في تصريحات صحافية أن «برامج المقالب خرجت عن السيطرة منذ سنوات، وهذا العام شهد خروجاً أكبر عن القواعد، والتحدث باسم مصر والمصريين، فمن سمح لرامز بما حدث أمام شاروخان، وهو يتمرغ على الأرض لإرضاء نجم بوليوود، الذي كاد يدوسه تحت قدميه، وهو يتمسك ببنطاله، خصوصاً أنه يبث على فضائية عربية، ويشاهده الملايين في دول العالم العربي».
وشددت خير الله «أتعجب من صمت الجميع تجاه مثل هذا البرنامج وغيره من الأعمال التي تشع فوضى وتهريجاً، ولا قيمة لها، وتسيء إلى المصريين والعرب».
وتواصل الهجوم على رامز بدرجة أعلى، بعد أن كشفت صحف هندية أن مشهد النزاع بين رامز جلال وشاروخان كان «تمثيلاً متفقاً عليه»، كما نشرت صورة «سيلفي» للنجمين العربي والهندي، وهما يضحكان وفي حالة انسجام، على عكس حالتهما التي قدمهما بها البرنامج.
وقالت صحيفة «العلم» الهندية إن «شاروخان تقاضى 400 ألف دولار نظير مشاركته في البرنامج، الذي اعتبره (مزحة منظمة)». وقالت صحيفة «زين نيوز» إن البرنامج لم يكن مزحة، فحتى رد فعل شاروخان في البرنامج كان مكتوباً ومتفقاً عليه، مضيفة «نعم ما تقرأونه صحيح، فكل ما تم كان معداً مسبقاً»، لتضيف في نهاية تقريرها «شاروخان لم يغضب أبداً، وما حدث على الشاشة كان مجرد خطة لتسلية المشاهدين».
أما صحيفة «هندوستان تايمز» فقد نشرت تصريحاً عن مدير أعمال شاروخان، الذي أكد بدوره «أنه كان يعلم المقلب، ودُرب عليه قبل التصوير جيداً، ليبدو وكأنه غاضب من رامز جلال».
على الصعيد الرسمي، صرح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري، الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد، أخيراً، بأن المجلس تلقى شكاوى، من بينها بلاغات ضد برنامج «رامز تحت الأرض»، بسبب المشاهد القاسية التي يعرضها، إضافة إلى الألفاظ التي لا تليق، وأنه جارٍ بحث هذه الشكاوى واتخاذ اللازم، كما صرح نقيب الإعلاميين، حمدي الكنيسي، بأن النقابة رصدت مخالفات في برنامج «رامز تحت الأرض» تفوق كل الأعراف المجتمعية، التي تحث على الحفاظ على القيم والأخلاق، وإن كانت القناة التي عرضت الحلقات قد حرصت على حذف الكثير من الألفاظ والعبارات السيئة.
على الصعيد المقابل، رفض الكاتب محمود قناوي أن تأخذ الانتقادات ضد برنامج رامز شكل الحملة، ودعا إلى التعامل مع برنامج رامز في حدود «تأطيره»، وليس الذهاب إلى حد «إلغائه».
المصدر: الإمارات اليوم