احتضنت أبوظبي، مؤخراً، منتدى الاستثمار الاجتماعي، الذي نظمته مؤسسة الإمارات، بمشاركة وزارة البيئة والتغير المناخي، والذي شهد عرض دراسة جديدة تدعو إلى استحداث «مؤشر استراتيجي وطني يحدد من خلاله خط الأساس لفقد وهدر الطعام، ونشر الوعي المجتمعي وأهمية تبني سلوكيات إيجابية تجاه التعامل مع الغذاء».

كما شهد المنتدى إطلاق «تعهد نعمة»، المبادرة الوطنية الهادفة لتشجيع كافة شرائح المجتمع على الالتزام بوقف هدر الغذاء في مختلف مراحل سلسلة الإمداد الغذائية، خاصة أن هدر الغذاء يكلف 6 مليارات درهم.

وأوضحت معالي مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن مبادرة «تعهد نعمة» ستعمل على تنسيق جهود الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمع تحت مظلة مشتركة، للحد من فقد وهدر الغذاء عبر سلسلة الإمداد الغذائية، بما يعزز من التزام دولة الإمارات في الوصول إلى خفض نسبة النفايات الغذائية إلى النصف بحلول عام 2030.

المبادرة ثمرة تعاون مشترك بين الوزارة وديوان ولي عهد أبوظبي، وتعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الحد من فقد وهدر الغذاء وتشجيع المسؤولية المجتمعية وتعزيز مبدأ الاستدامة.

كما جرى خلال الإعلان تأكيد أهداف المبادرة لإحداث تغيير في الأنماط «غير المستدامة» التي تسيطر على سلوكيات أفراد المجتمع الحالية، من حيث شراء وتخزين وتحضير المواد الغذائية بكميات مبالغ فيها وغرس الوعي لدى الجميع كباراً وصغاراً بأن «الطعام نعمة يجب الاعتزاز بها والحفاظ عليها، باعتباره من أهم مواردنا».

سلوكيات الأفراد في هذا الجانب مهمة جداً لإنجاح المبادرة وأهدافها العظيمة السامية، وبالأخص لدى النشء، فالكثير منهم لا يدرك قيمة النعمة التي بين يديه، أشاهد بعضهم يرشف من عبوة المياه ويقذف بها وهي لا تزال ممتلئة بل بعضهم يتركها كما هي، إذا ما وجدها غير باردة عند آلات البيع المنتشرة. هي مجرد نماذج تحتاج للوعي بتعظيم النعمة.

كما أتمنى من فرق المبادرة التركيز على المطاعم الشعبية منها بالذات التي تبالغ ليس فقط في أسعار وجباتها وإنما في كمية محتوى الطبق، وبالذات «العيش» حيث تضع كميات تكفي لأربعة أشخاص وليس لفرد واحد في وقت بإمكانها تقليل الكمية وبالتالي خفض السعر، وليعود ذلك عليها بالفائدة من ناحيتين. الوعي مفتاح الوصول لتحقيق أهداف المبادرة المباركة وتعزيز ثقافة حفظ النعمة عند الجميع.

المصدر: الاتحاد