مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي
وصلني مشهدُ مزعج جداً لطفلٍ عربي دون الثانية من عمره، بأوضاع مخلّة، بينما إحدى قريباته – وربما مربيته – تقوم بتصويره وبسؤاله من يفعل هذا؟ بابا؟ وماذا يفعل أيضا؟ وينتهي التصوير بضحكة لا مبالية منها، وربما تشويه وتلويثٌ لثقافة الكثير منا…
أغضبني وأربكني جدا هذا الفيديو، الذي أخطأ وأجرم بحق الإنسانية على ثلاث مراتب…
أولا، ممارسة السلوكيات الخادشة للحياء مراراً أمام طفل بريءٍ بالكاد يتنطق ببضع كلمات، حتى وصل به الأمر بمحاكاة والده في أمور يجب أن تبقى بين الزوج وزوجته. وهذا برأيي انتهاكٌ لبراءة الطفولة.
ثانياً، قيام الوالدة، أو المربية أو قريبة الطفل بتصوير هذا المشهد معتقدةً بأنه محتوى مضحك (حقا؟!) وتشجيع الولد بالاستمرار بهذه السلوكيات بينما هي تؤنس نفسها، وتُميتُ ضميرها بإرسالها لهذا المحتوى المستهتر لغيرها. وهذا برأيي انتهاكٌ للخصوصية والإنسانية .
ثالثاً، قيام بعض جهلة المجتمع بإعادة منتجة الفيديو وإضافة تعليقات الممثل الكوميدي عادل إمام ليضفي – كما في خيالهم – طابعاً كوميديا على مشهدٍ يتفطر له قلب كل إنسانٍ راكزٍ ومثقف. وهذا باعتقادي هو انتهاكٌ للثقافة الأخلاقية المجتمعية.
إنني أأسف وأتعجب من أناسٍ يُقدِمون على صنع محتوىً لا يقدّم للفرد والمجتمع سوى نفاية عقولهم الفارغة، وأفراد ينشرونها دون استخدام عقولهم بينما الباقون يقومون بتشويه ثقافاتنا وثقافة أبنائنا الأخلاقية بإعادة بثّ كل ما يصلهم من سموم دون تفكير.
المشاركة بهذه المشاهد المنافية لأخلاقيات مجتمعنا جريمة يجب أن تتوقف عند كل فردٍ منا. ويجب أن تتوقف حالاً لأنها ليست من سماتنا كمسلمين ولا تتفق مع رؤية قيادتنا التي طرحت مادة #التربية_الأخلافية في مدارسنا مؤخرا لنكون فعلاً {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.
فرجاءً، كفانا سباقاً لتلويث ثقافة الأخلاق، ولنبدأ بتطهير أذهاننا وقلوبنا وثقافاتنا من اليوم.