جواهر الشامسي مروّضة طيور جارحة

منوعات

تتفنن الشابة الإماراتية جواهر سالم الشامسي، مشرفة مركز تدريب الطيور في حديقة الحيوانات في مدينة العين، في التعامل مع الطيور الجارحة، وتقدّم في الحديقة، بحضور جماهيري كبير، استعراضات تثبت مهارتها.

وإن كان لقب أول إماراتية تعمل باسم مدربة طيور أسعدها كثيراً، فإنها تتمنى أن تقدم عروضاً جديدة بعيداً عن مجال الطيور، تتمثل في تقديمها استعراضات مع الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب. وتتطلع الشامسي إلى إقبال الشابات الإماراتيات على مهنة تدريب الطيور، لا سيما فئة الجوارح، خاصة أن المركز في الحديقة يعكف على تدريب الراغبات والراغبين في صقل مهاراتهم في هذا المجال الجميل.

خطوة

أوضحت جواهر الشامسي لـ«البيان» أنها تعمل في حديقة الحيوانات في مدينة العين منذ 5 أعوام، ومن جانب آخر فإن مركز تدريب الطيور في الحديقة يحفل بـ11 موظفاً، إضافة إلى 89 طيراً جارحاً، و24 نوعاً من الببغاوات، وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها في بداية عملها، والتي تمثلت في خطورة المهنة، وعدم تقبل فئة من الناس طبيعة هذه المهنة التي ربما تقتصر على الرجال فقط، فإنها بعزيمتها واجهت كل ذلك بتحدٍّ وإصرار على إثبات ذاتها، وكفاءتها التي يشهد لها الجميع اليوم على مهارتها في التعامل مع عدد لا محدود من الطيور، وهي على يقين دائم بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

خضعت جواهر الشامسي لبرامج مكثفة لمدة 3 أشهر، تهدف إلى تدريبها على ماهية وكيفية التعامل مع الطيور، مثل النسور والصقور والبوم وغيرها، لتصبح مؤهلة بعد ذلك للقيام بمهام عملها بإتقان، بداية بإخراج الطيور باختلافها من أقفاصها، وتسجيل أوزانها بشكل يومي، مشيرةً إلى أنه من الضروري مراقبة وزن الطير حتى يسهل عليه تقديم الاستعراضات والحركات المهارية، إذ يؤدي ذلك دوراً كبيراً في خفته ونشاطه وأدائه العرض بنجاح.

وقت العرض

ينتبه زوار حديقة الحيوانات في مدينة العين للإعلان الصوتي عبر المايكروفون في شتى الأقسام عن الوقت المحدد، لبدء عرض الطيور الذي ستقدمه المدربة جواهر الشامسي مع طاقم فريقها، فيتهافتون لحجز مقاعدهم في ساحة العرض، مستمتعين بعد ذلك بحرص الشامسي على تزويدهم بباقة من المعلومات عن الطيور المشاركة في الاستعراض بأنواعها، كما تقدم أيضاً فقرات تثقيفية عن طبيعة عيش أو صيد كل طائر في طبيعته الأم، ومنبهرين في الوقت ذاته بتنفيذ الطيور أوامر الشامسي التي تحرص في الوقت ذاته على إشراك الجمهور في جانب من الاستعراضات، التي تبث فيهم روح الحماس والرغبة على متابعة عروض الطيور حتى النهاية، حيث يكون فيها أحد الزوار أقرب ما يكون لطير جارح يقف على ذراعه، وهي فرصة لا توفرها إلا حديقة الحيوانات في المدينة الخضراء.

كما أكدت الشامسي أن الجمهور المستمتع بالعروض الجميلة لا يعرف أن تدريب الطائر على فقرة عرض ربما لا تتجاوز مدتها دقيقتين، تحتاج منا إلى تدريبه فعلياً في مدة تُقدر بشهرين، وهناك طيور أخرى نحتاج إلى تدريبها فترة أكثر.

إنجازات

ترى جواهر الشامسي أن البعض الذي يراها لأول مرة ينبهر بعملها الذي يكسر الروتين وقاعدة العمل النمطي، مؤكدةً أن المرأة الإماراتية بفضل جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، تمكنت من الوصول إلى مراتب متقدمة محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وأضافت: «على الصعيد الشخصي، فإني صاحبة همة لا ترضى بالدون، وأتمنى تحقيق الكثير من الإنجازات التي تصدح بالفخر، وعازمة على المضي قدماً بما يخدم دولتنا الغالية، فيكفي أني سعيدة ومحظوظة، لكوني إماراتية متمسكة بهويتي العربية الإسلامية، ومعتزة في الوقت ذاته بمهام عملي، وبما يحويه من تفاصيل دقيقة في التعامل مع شتى الطيور الجارحة».

أبحاث

يستمتع الزائر وهو يستمع للكم الهائل من المعلومات عن شتى أنواع الطيور التي تحتضنها حديقة الحيوانات في مدينة العين، والتي تدلي بها جواهر الشامسي، ولا تكتفي بذلك فحسب، وإنما تتعمق في منح الزائر معلومات وافية عن بيئاتها التي تعيش فيها، وأساليب معيشتها، وطرائق تكاثرها، والمهدد منها بالانقراض، فضلاً على سماتها الخارجية وتكوينها، مؤكدةً أن منطقة شبه الجزيرة العربية تحفل بالعديد من الطيور الجارحة التي تتسم بقوتها، لذا ينبغي الإسهام الفعلي في الحفاظ على البيئات الطبيعية المناسبة لحياة الطيور الجارحة في المنطقة، وحمايتها من خلال الأبحاث والتوعية الاجتماعية.

المصدر: البيان