
وسّعت إسرائيل، أمس الأحد في ثالث أيام عيد الأضحى، نطاق حربها على قطاع غزة، ونفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً جوياً أسفر عن وقوع مجازر إضافية وعشرات القتلى والجرحى في صفوف النازحين، بينهم 13 قتيلاً وعشرات الإصابات بمحيط مركز توزيع المساعدات غربي رفح، بينما أعلنت إسرائيل أنها تعرفت على جثة قائد «حماس» السابق محمد السنوار، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية والمنظمات الأهلية من أن مراكز التوزيع تحولت إلى كمائن للقتل فقد أسفرت عن 126 قتيلاً وتعمّق المجاعة، وسط بوادر انهيار وشيك للمستشفيات في غزة بسبب نفاد الوقود، في وقت أكدت وكالة «الأونروا» أن جياع غزة يزحفون تحت وابل القصف الإسرائيلي للبحث عن الطعام.
وتواصلت الغارات على مختلف مناطق قطاع غزة مخلفة عدداً كبيراً من القتلى والجرحى. وذكر مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي، أمس الأحد، أن خمسة فلسطينيين، بينهم طفلتان، جرّاء قصف شنّته طائرة مُسيّرة إسرائيلية استهدف خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة. وكان 13 مواطناً ارتقوا في غارات متفرقة على خان يونس جنوب القطاع. وقتل فلسطينيان وأصيب آخرون باستهداف تجمع للمواطنين بحي النص غرب مدينة غزة. كما سقط قتلى ومصابون في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين عند البنك الإسلامي بجباليا البلد شمال غزة. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 108 أشخاص قتلوا، وأصيب نحو 400 آخرين جراء القصف الإسرائيلي على القطاع خلال 24 ساعة، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 54880 قتيلاً و126227 مصاباً. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي بأنه تم التعرف رسمياً وبشكل قاطع على جثة قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد السنوار، الذي اغتيل قبل نحو شهر.
كما حذرت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، من توقف عمل مستشفيات مركزية عاملة في القطاع خلال اليومين القادمين من جراء أزمة الوقود الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر والحصار المطبق الذي يفرضه على القطاع منذ مطلع آذار/ مارس الماضي. وقالت الوزارة، في بيان، إن «أزمة نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة قد يتوقف خلالها عمل المستشفيات». وفي مدينة غزة، حذرت الوزارة من أن «مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) يتهددهما خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة». وذكرت أن هذين المستشفيين يقدمان الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمرضى في محافظتي غزة والشمال. وفي الجنوب، أشارت الوزارة إلى أن مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس يعمل «ضمن كميات محدودة من الوقود» لا تكفي ليومين.
من جهة أخرى، قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، في تصريحات صحفية، أمس الأحد، إن ما يجري في مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، محذرًا من تفاقم المجاعة التي فرضتها إسرائيل. وأكد الشوا أن أكثر من 126 قتيلاً سقطوا منذ بدء العمل بمراكز توزيع المساعدات في القطاع، مضيفاً أن «الجيش الإسرائيلي يضلل العالم بمراكز المساعدات للتغطية على المجاعة»، مشددًا على أن «القطاع وصل إلى مرحلة متقدمة من المجاعة التي فرضتها إسرائيل». وكانت مصادر طبية فلسطينية أفادت بمقتل 13 شخصاً وإصابة 153 في إطلاق نار إسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غربي رفح.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة شهادة صادمة عن أحد الناجين من المجازر التي يتعرض لها سكان غزة، الذين يواجهون خطر الموت جوعاً أو قتلاً. وكشف الناجي كيف اضطر الناس إلى الزحف على الأرض تحت وابل من الرصاص الإسرائيلي في محاولة يائسة للوصول إلى الطعام، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. ونشرت «الأونروا» على منصة «إكس» بياناً قالت فيه: «اضطر جياع غزة إلى الزحف تحت نيران كثيفة في محاولة للحصول على الطعام لعائلاتهم، لكنهم خاطروا بحياتهم دون أن يتمكنوا من الحصول على أي شيء».
وعلى صعيد متصل، اتهم الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة بأنه يعمل لحركة حماس، وهو أمر نفاه محمود بصل. ووزع الجيش الإسرائيلي على وسائل الإعلام نسخاً من أوراق قدّمها على أنها لوائح بأسماء أعضاء حركة حماس، من دون تحديد الظروف التي عثر فيها على هذه الوثائق غير المؤرخة. واتهم الجيش محمود بصل بنشر معلومات كاذبة حول العمليات الإسرائيلية في غزة «لخدمة أهداف الحرب» لحماس. وقال بصل«هذا اتهام باطل. أنا لا أعمل في أي جناح عسكري. أنا موظف مدني ضمن الدفاع المدني في غزة ومعروف لدى الجميع».
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها يسّرت إطلاق سراح 12 معتقلاً ونقلهم من نقطة عبور «كيسوفيم» إلى مستشفى شهداء الأقصى. (وكالات)