طالب المنتج والفنان الدكتور حبيب غلوم، بأن يتصدّر المسلسل الإماراتي شاشات القنوات المحلية دون استثناء، مشيراً إلى المعاناة الشديدة في تسويق الدراما المحلية في الداخل قبل الخارج، مؤكداً في المقابل أن المنتجين الآخرين يتلقون ترحيباً ودعماً مضاعفاً، يضمن لهم النجاح بالإمارات وعلى فضائياتها المختلفة، بينما لا تحظى المسلسلات الناطقة باللهجة الإماراتية بذلك في دول خليجية وعربية، داعياً إلى «التعامل بالمثل مع من لا يقوم بعرض أعمالنا الدرامية على شاشته».
ورأى غلوم أن غياب الدعم تسبب في انسحاب العديد من المواطنين من مجال الإنتاج الدرامي، وعلى رأسهم الفنانة سميرة أحمد، والمبدع محمد سعيد الظنحاني، وغيرهما من الأسماء التي أثرت «المشهد المحلي بأعمال نفتخر بها»،
وعدّد غلوم، في حواره مع «الإمارات اليوم»، هموم الدراما الإماراتية، وفي مقدمتها ظروف الإنتاج وسبل التسويق محلياً وخليجياً، موضحاً أن من أبرز العوائق قلة فرص بعض النجوم، وقرارات اعتزال بالجملة باتت تهدد استمرارية بعض المنتجين والممثلين، مشيداً بقرار عودة الفنانة فاطمة الحوسني عن الاعتزال، عبر مشاركتها الفاعلة في «خيانة وطن». وقال: «أود أن أتوجه بشكر مضاعف لفاطمة الحوسني، أولاً لقبولها العودة عن قرار الاعتزال والمشاركة في (خيانة وطن) الذي أعتبره موقفاً مشرفاً يحسب لها كفنانة إماراتية، وثانياً لرسائلها المحفزة للفنانين الإماراتيين على المشاركة في مثل هذه النوعية من الأعمال، سواء معي أو مع منتج آخر، فالفن يبقى دوماً بفضل سلاح الكلمة ووقع المضامين مؤثراً وفاعلاً وقادراً على استنهاض العقول». وأشار غلوم إلى أن «المنتج الإماراتي غير قادر على تسويق أعماله خارج بلده، في الوقت الذي يفتح فيه المجال للآخرين لتسويق أعمالهم في القنوات المحلية والخليجية والعربية التي تبث برامجها من أرض الإمارات، ما يجعل الأخير يتلقى، على عكس المنتج الإماراتي، دعماً مضاعفاً يزيد فرص نجاحه داخل الإمارات وخارجها».
عوائق
وعن عوائق تخطي الدراما الإماراتية حدود المحلية إلى النطاقين الخليجي والعربي؛ قال: «لنقر أولاً بتعلق الأمر بعدد من الأسباب التي حالت دون تحقق هذا الأمر، ولعل اللهجة الإماراتية (غير المقبولة) في بعض الدول تجسّد جزءاً من هذه العقبات المتسببة في عدم رغبة القنوات الخليجية، وحتى بعضها الذي يبثّ من أرض الإمارات، في اقتناء الأعمال الإماراتية، في حين أن قنواتنا المحلية تعرض أعمالاً بحرينية وسعودية وكويتية، ما يدعو إلى معالجة هذا الموضوع، الذي يمكن أن يهدد مستقبل الأعمال الدرامية الناطقة باللهجة الإماراتية». وتطرق إلى «إشكالية تخص قنواتنا الإماراتية، فما يعرض على شاشة تلفزيون أبوظبي لا يجد طريقه إلى تلفزيون دبي أو قناة الشارقة، وهذا سؤال يجدر أن يطرح على أصحاب الشأن في هذه القنوات، وأنا لا أكرس هنا إلا جزءاً من المطالب الحثيثة والعاجلة لزملائي الممثلين والعاملين في مجال الدراما، إذ يفترض أن يتصدر المسلسل الإماراتي كل شاشات التلفزة الإماراتية دون استثناء».
أزمة حقيقية
وعن سرّ انسحاب بعض الأسماء الإماراتية من ساحة الإنتاج الدرامي، قال الدكتور غلوم: «من حق سميرة أحمد ومحمد سعيد الظنحاني الانسحاب من تجربة الإنتاج التي خاضوها، لأن من يتحكم في سوق الإنتاج الدرامي أشخاص وشركات محددة أكثر من القنوات التلفزيونية بحد ذاتها، وهذه مأساة تعيشها الدراما في منطقة الخليج العربي على الأقل»، مضيفاً «لابد من تشجيع المنتج الإماراتي، وإعادة سميرة أحمد والظنحاني، وجميع منتجي الدراما الإماراتية الذين أثروا المشهد المحلي بأعمال نفتخر بها، ولنبدأ اليوم بالمؤسسات الإعلامية الإماراتية، حينما نتحدث عن عمل وطني أو تراثي يسلط الضوء على قضايا وهموم إماراتية وخليجية، ولنعامل بالمثل من لا يقوم بعرض أعمالنا الدرامية على شاشته، حتى إيجاد حل منطقي يرضي الجميع». وذكر غلوم أن الدراما الخليجية تدور في حلقة مفرغة، بعد أن أصابها التكرار واجترار الأفكار والموضوعات، وحتى أماكن التصوير والوجوه نفسها، الأمر الذي فرض التحرك والبحث الدؤوب عن التجديد، للخروج من عنق الزجاجة «ولهذا كانت محاولاتنا للبحث الجديد عن قضايا تلامس عمق المجتمع الإماراتي والخليجي، وتواجه الفكر البعيد عن ثوابتنا الدينية والإنسانية». وأعرب عن أمله أن تزداد جرعة الأعمال الدرامية الصادقة، التي تستطيع مجابهة التطرف والغلو.
عمل جديد
وكشف حبيب غلوم عن التحضير لعمل درامي جديد، يلقي بالضوء على «شهداء الوطن»، ويبرز قيمة وأولوية تأسيس «ثقافة الخدمة الوطنية»، فالجميع محب للإمارات ولقيادتها وأرضها، وهدف العمل هو تسليط الضوء على أهمية التحاق شبابنا بالخدمة الوطنية، من خلال معالجة درامية محفزة على تلك القيم.
وتابع «مازلت مع فريق العمل والكاتب إسماعيل عبدالله الذي قدم العملين السابقين (لو أني أعرف خاتمتي) و(خيانة وطن)، نبحث عن الشكل النهائي للمسلسل، حيث من المقرر أن يتابعه الجمهور في رمضان المقبل إن شاء الله». وحول الفريق الفني المتوقع، أفاد غلوم بأنه لم يتم بعد اعتماد النص بصيغته النهائية، ملمحاً إلى إمكانية وجود بعض وجوه الدراما الخليجية، التي لا شك في أن مشاركة بعض نجومها ستضفي المزيد من النجاح والصدقية على هذا العمل.
عام الخير
شارك حبيب غلوم في فعاليات مرتبطة بعام الخير، لافتاً إلى أنه حرص على حضور أكثر من مناسبة مجتمعية متصلة بالمعاقين، داعياً الجميع للمشاركة في مثل هذه المبادرات، لإدخال البسمة إلى قلوب بعض فئات المجتمع. وقال: «نحن نعيش في بلد زايد الخير، ونعلم أيادي الإمارات البيضاء داخل الدولة وخارجها، ويجدر بنا أن نتمنى أن يكلل هذا العام بالخير على الجميع».
غياب الدعم تسبب في انسحاب العديد من المواطنين من مجال الإنتاج الدرامي، وعلى رأسهم الفنانة سميرة أحمد، والمبدع محمد سعيد الظنحاني، وغيرهما من الأسماء التي أثرت المشهد المحلي بأعمال نفتخر بها.
أخطاء تقنية
ذكر الفنان حبيب غلوم أن مسلسل «خيانة وطن» وقع في أخطاء تقنية، يتصل معظمها بإيقاع الحلقات الأولى من العمل، إذ أخذت الشكل البوليسي ومشاهد المداهمات والاعتقالات. وقال: «كان من المفترض مراعاة مسألة تنوع فئات الجمهور واهتماماته المتباينة، ومسألة إيقاع العمل المتسارع بعد الحلقات الخمس الأولى، في هدوء نسبي يبدو أنه لم يتناسب مع فئة الشباب المتعود على نسق أفلام الأكشن والحركة. وأعتقد أن ما يشفع لهذا العمل محاولته مقاربة ما يحدث، وتسليط الضوء على أبرز الجوانب الاجتماعية بشكل جريء ومعمق، ولفت اهتمام الجمهور».
المصدر: الإمارات اليوم