أكّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن دولة الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة حققت مكانة متقدمة ضمن القطاعات كافة، لاسيما القطاع الأمني بما يضمن تأكيد ريادتها وحرصها على ترسيخ أسس منظومة الأمن وضمان الأمان للمجتمع بمختلف فئاته ومؤسساته، وبما يواكب متطلبات العصر، ويؤكد القدرة العالية على مواجهة التحديات.
كما أكد سموه على الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للمنظومة الأمنية في دبي تعزيزاً لريادتها وتميزها ضمن مختلف التخصصات، وتأكيداً على توفير أعلى مستويات الأمن والأمان للمجتمع بكل مكوناته من مواطنين ومقيمين وزوار، مشيداً سموه بالجاهزية العالية للأفراد والتطور الكبير الذي باتت عليه المنشآت، بفضل الجهود المخلصة التي يبذلها رجال الأمن، بحرصهم على التحديث والتدريب المستمرين، وتوظيف أحدث التقنيات التكنولوجية وفق أعلى المعايير الدولية المعمول بها في المجال الأمني، إضافة إلى إعلاء قيمة الابتكار بتنفيذ مشروعات ذكية تلبي احتياجات المنظومة الأمنية.
جاء ذلك خلال تدشين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي “محطة حمدان الذكية للمحاكاة والتدريب”، التابعة لإدارة أمن المواصلات في دبي، بهدف دعم وتعزيز العمل الأمني عبر توفير بيئة تدريبية تحاكي أرض الواقع، حيث شاهد سموه غرفة العمليات المزودة بأحدث الأنظمة والمعدات التي تساعد الكادر البشري على فهم ومعرفة جميع جوانب العمل من خلال تدريب شامل ومتكامل يعزز الجاهزية المؤسسية للتعامل مع الظروف العادية والطارئة.
واطلع سموه بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، ونائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي الفريق ضاحي خلفان تميم، والقائد العام لشرطة دبي الفريق عبدالله خليفة المري، ومدير عام جهاز أمن الدولة في دبي اللواء طلال بالهول الفلاسي، والمدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات مطر محمد الطاير، ومدير إدارة أمن المواصلات بدبي العميد عبيد سعيد الحثبور، على الأنظمة الأمنية والذكية المستخدمة في غرفة عمليات محطة حمدان الذكية للمحاكاة والتدريب، ومن بينها نظام كاميرات المراقبة التلفزيونية لمحطات مترو دبي، ويبلغ عددها 8700 كاميرا لتدريب وتأهيل الكوادر الامنية على استخدامها، وكذلك نظام الحضور والانصراف الذكي الذي يحتوي على خاصية تسجيل الحضور عن طريق بصمة الوجه وقياس درجة حرارة الجسم، وإصدار تنبيه في حال رصد درجة حرارة غير طبيعية للموظف، ويتم إرسال بيانات الأشخاص مع الصورة إلى غرفة العمليات لتوثيق عملية الحضور.
وشهد سمو ولي عهد دبي عرضاً لسيناريو احتجاز رهائن في مقطورة مترو، حيث قام فريق التدخل السريع باستعراض قدراتهم وجاهزيتهم للتعامل مع مختلف المواقف، ومواجهة أي خطر قد يواجه قطاع النقل والمواصلات، كما تابع سموه عرضاً لأنظمة الكاميرات بتقنية الذكاء الاصطناعي، والتي تم اعتمادها في محطة إكسبو 2020، وتحتوي على أنظمة تحليل متعددة، منها: نظام رصد عدد الأشخاص أثناء الدخول، ورصد الاتجاه الخاطئ، وكذلك نظام التشتت أو الحركة المفاجئة، ونظام الدخول للمواقع المحظورة، ورصد الأجسام المشبوهة، بالإضافة إلى نظام الانتظار لفترات طويلة.
وتفقّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم المختبر الخاص بمحطة حمدان الذكية للمحاكاة والتدريب، والمعني بالتطبيقات والأدوات الذكية التي يتم اختبارها والتدرب عليها، ما يتيح توظيف التقنيات الحديثة والذكية ضمن الاحتياجات الخاصة بأمن المواصلات. وتضم قاعة المختبر خمس منصات، الأولى تختص بتسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة المهام الأمنية من خلال نظام التعرف الى الوجوه الذي يتميز بتسع خصائص ذكية اختصرت زمن التعرف الى المطلوبين من خمس ساعات عمل إلى دقائق معدودة، أما المنصة الثانية فتشمل الأدوات الذكية المستخدمة في إدارة أمن المواصلات، وتضم 25 خوذة ذكية، وعشر نظارات ذكية، وقد تم استخدام هذه الأدوات لمواجهة فيروس كورونا المستجد في 24 موقعاً، حيث يمكن لهذه الأدوات الذكية رصد حرارة مرتادي المواصلات العامة في زمن قياسي وبعدد 200 شخص حداً أقصى في الدقيقة، كما تضم هذه المنصة نظام الاستدعاء الذكي، وهو عبارة عن أزرار كهربائية تتصل بساعة يد يرتديها مسؤول الأمن، وتوزع هذه الأزرار على المواقع المهمة في المحطات والمسؤولين، وعند الضغط على الزر يصل تنبيه إلى الساعة بموقع الاستدعاء ومن مسافة 100 متر.
وتشمل المنصة الثالثة الطائرات المسيرة التي تستخدم في إدارة الحشود في الفعاليات والأزمات المختلفة، وهي مزودة بكاميرات حرارية يمكنها التصوير في أي وقت من نهار أو ليل لكشف المخاطر المحتملة على السكك الحديدية، كما تتمتع بخاصية التصوير عن بُعد بالتقريب، وتم تزويدها بمكبر صوتي للتوجيه بلغات متعددة. وتحقيقاً للاستفادة الذكية من الطائرات تم تزويدها بأنظمة البث المباشر بغرفة عمليات أمن المواصلات وربطها بمحطة أرضية تزودها بالطاقة المستمرة وهي في الجو لمدة تصل إلى ثماني ساعات متواصلة لتغطية شاملة لأي حدث أو فعالية.
أما المنصة الرابعة فتضم مشروع تأهيل ضباط أمن المواصلات للتحقيق في حوادث القطارات والسكك الحديدية، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للمواصلات العامة، وتم ابتعاث مجموعة من الكوادر لدراسة تخصصات كهرباء وميكانيك القطارات، ويعد هذا المشروع انطلاقة أمنية جديدة على مستوى المنطقة، وتختص المنصة الخامسة من مختبر محطة حمدان الذكية بالفرق التخصصية، وهي قوات “السوات” في أمن المواصلات، ومعنية بالتدخل السريع في مواجهة الأزمات المحتملة.
وشملت زيارة سمو ولي عهد دبي، قاعدة المستقبل في محطة حمدان الذكية للمحاكاة والتدريب التي تم تشييدها تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة للتحول الذكي في مختلف المجالات، حيث أسهمت إدارة أمن المواصلات في دبي في إحداث نقلة نوعية في مجال التدريب المختص كأول جهة تستخدم تقنية الواقع الافتراضي لقطاع المواصلات العامة، وتم تصميم سيناريوهات أمنية بتقنية الواقع الافتراضي بتصوير 360 درجة يحاكي مواقع العمل الحقيقية للتعامل مع مختلف المواقف الأمنية والجنائية المحتمل حدوثها في قطاع المواصلات العامة، حيث تم تصميم ستة سيناريوهات أمنية، منها: أعمال شغب – ودخول انتحاري – وحقيبة مفخخة – وسرقة أجهزة التذاكر.
وتابع سموه، في قاعة المستقبل التي تضم 20 مقعداً ومزودة بنظارة الواقع الافتراضي، عرضاً لسيناريو حقيبة مفخخة، الذي يتم من خلاله تأهيل المتدرب لمحاكاة الموقف والتعرف إلى الإجراءات اللازمة للتعامل مع الموقف للحفاظ على الأرواح والممتلكات، كما تم عرض مهام فرقة التفتيش الأمني (K9)، وطرق مساهماتها في الحد من انتشار جائحة كورونا المستجد، ومنها تدريب الكلاب البوليسية للتعرف إلى المصابين بالفيروس.
وفي الختام، بارك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، دخول محطة حمدان للمحاكاة والتدريب موسوعة “غينيس للأرقام القياسية”، بعد حصولها على شهادة اعتراف عالمي “لأكبر ورشة عمل تجمع مختصي أمن المواصلات”، حيث أُقيمت ورشة عمل لعدد 321 من مختصي قطاع أمن المواصلات لمناقشة أبرز التحديات والأخطار التي تواجه القطاع.
المصدر: الإمارات اليوم