حملةٌ أخرى ضد الإمارات .. هل من جديد؟!

آراء

  خاص لـ هات بوست:

   مع كل حملةٍ تُشَنُّ على الإمارات، يهبُّ الكثيرون للتصدّي لها والرد على شخوصها؛ يحركهم في ذلك الحميّة الوطنية، وحب أرضنا وقيادتنا، والغيرة عليها من كل ما يمسّها بسوء، أو حتى العرفان ورد الجميل من إخوتنا المقيمين والزائرين ممن وجد في هذه البقعة ترحيبًا واحتواءً ورعاية.

     وكلنا انقدنا في يومٍ ما – بشكلٍ أو بآخر – ودون تفكير للدفاع عن بلادنا ورد الأكاذيب والإشاعات والمعلومات المغلوطة؛ كيف لا وحب الوطن فطرةٌ جُبِلنا عليها؟! وكيف لا وشيوخنا لم يكونوا قادةً بقدر ما كانوا آباءً وإخوة؟!

     والسؤال الذي لا يطرحه أحد:

هل توقف استهداف الإمارات؟!

الواقع يقول: لا.

     بالأمس كانت اليمن وليبيا والصومال وفلسطين، والسودان اليوم، فهل تُراها ستتوقف تلك الحملات الممنهَجَة يومًا؟!

     ألم يئن الأوانُ لنَعي أن كل هجومٍ على بلادنا سيتبعه هجومٌ آخر أيًّا كانت الذريعة وأيًّا كان المكان؟!

     ألم يئن الأوانُ لنُدرك أن كل محاولات الرد التي نشاهدها من أبنائنا وإخواننا على وسائل التواصل الاجتماعي لم تتمكن من اجتثاث بذرة الكراهية التي تحملها التنظيمات الإجرامية والجماعات التخريبية التي كسرت الإمارات شوكتها وقطعت دابرها وضربتها في مقتل؟!

     هذا هو قدر الإمارات، وهذا هو الثمن الذي تدفعه مقابل رفعتها وتقدمها واستقرارها، ومقابل سعيها لنشر مفهوم الاستقرار والتنمية والازدهار في كل الدول بلا استثناء، ومقابل المكانة والسمعة الطيبة التي حظيت بها حول العالم.

     والحقيقة التي يثبتها الواقع دائمًا هي أن الإمارات رغم كل محاولات تشويه صورتها، والنيل من عزمها، وتحطيم كيانها، لا تردُّ إلا بمزيدٍ من النجاح والنمو والتألق، وبمزيدٍ من احترام عقلاء العالم لمكانتها ووزنها وعميق أثرها.

     إنها الحكمة التي استقيناها من أبينا زايد – طيّب الله ثراه – الذي تعلمنا منه أن: “… التاريخ يسجّل، والأبصار تنظر، والعقول تميّز.”، وأن صوت الأفعال والإنجازات أعلى وأكثر استدامة من صوت الأقوال.

وأذكّر هنا بما قاله الدكتور ‎أنور قرقاش:

” .. فالترفّع عن الرد والصبر على التطاول سيبقى سبيلنا، فالحكمة موروثةٌ عند قيادتنا ..”

     فطِبْ نفسًا يا ابن زايد، وتأكد أن بلادنا ستظل عصيّةً على كل مُفسدٍ ومُخرّب، وستظل شامخةً أبيّةً، لا يضرها هجومٌ ولا ينال منها تشويه، ما دامت تحظى بالمحبين والمخلصين أمثالك، الذين يدركون أن المجابهة الحقيقية لكل تلك الحملات هي بالمزيدٍ من العمل في سبيل رفعتها وعلوّ هامتها.

وآخِرُ القول..

دافع عن قيادتك وبلادك كما تريد قيادتك وبلادك، فالأصل أن تسير معها في نفس المسار وعلى ذات النهج.