بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، زيارة رسمية إلى روسيا تستغرق عدة أيام، يبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن المتوقع أن تركز الزيارة على التعاون الاقتصادي والعسكري وأزمات المنطقة، وسيوقع خلالها البلدان، على اتفاقيات بمليارات الدولارات.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الديوان الملكي أن الملك سلمان يبحث خلال زيارته موسكو سبل وإمكانات تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الروسي وأن الرجلين سيناقشان «العلاقات الثنائية» وسبل «تنشيطها» وكذلك «القضايا الإقليمية والدولية». ووفقاً للوكالة، فإن الوفد المرافق للملك يضم وزراء التجارة والخارجية والطاقة والبيئة والثقافة، وعدداً كبيراً من المسؤولين.
وهبطت طائرة العاهل السعودي في مطار فنوكوفو في موسكو على أن يلتقي اليوم (الخميس) الرئيس الروسي، ورئيس الوزراء ديميتري مدفيديف، الجمعة.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن الزيارة «تاريخية»، مؤكداً أن موسكو والرياض تعملان بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب، ولديهما موقف متشابه من المشكلات الإقليمية والدولية.
وتابع في تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية: «نعمل بشكل وثيق للغاية في مجال الأمن لمكافحة التطرف والإرهاب، ولدينا رؤية متشابهة للمشكلات والتحديات الموجودة في المنطقة والعالم. ويسعى كلا البلدين للتسوية السلمية للنزاع في سوريا على أساس بيان جنيف وقرار 2254 للأمم المتحدة». وأشار إلى أن البلدين يأملان أيضاً بتسوية الأزمة اليمنية على أساس قرار 2216، كما يؤيدان إنشاء دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما وصف الجبير، خلال لقائه مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، الزيارة بأنها «حدث تاريخي»، مشدداً على أن هذه الزيارة ستسهم في تطوير العلاقات بين الدولتين في مختلف المجالات.
وذكر أن الملك سلمان أصدر توجيهات واضحة بتطوير العلاقات مع موسكو في شتى المجالات، مضيفاً أن التعاون السعودي الروسي سيرتفع دون أدنى شك، بفضل هذه الزيارة، من مستوى العلاقات الحسنة إلى مستوى العلاقات الممتازة.
من جانبها، قالت ماتفيينكو، «ندرك جيداً أن تطوير التعاون بين روسيا والسعودية لا يخدم مصالحنا المشتركة فقط، بل يشكل عاملاً جدياً للاستقرار في المنطقة، لكون السعودية إحدى أكثر الدول تأثيراًَ في الشرق الأوسط والعالم برمته».
وتكتسب الزيارة أهمية كبرى، ليس فقط لكونها الزيارة الأولى التي يقوم بها ملك سعودي إلى الكرملين منذ تأسيس المملكة، ولكن لأهمية التوافق بين البلدين الكبيرين في الكثير من القضايا التي تشغل الساحة العالمية حالياً. ووصف نائب مدير الأبحاث في المجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاع، دميتري سوسلوف، السعودية بأنها «حارس بوابة الشرق الأوسط، التي يمكن أن تفتح أبواب المنطقة أمام روسيا، وسيسمح تحسين العلاقات معها بتحسين علاقات روسيا مع معظم دول المنطقة».
اتفاقيات
وأعلن الكرملين أن التعاون العسكري وارد في أجندة لقاء الملك سلمان مع الرئيس بوتين. ومن المرتقب أن يشهد خادم الحرمين الشريفين، والرئيس الروسي توقيع أكثر من 10 اتفاقيات كبرى ترسم خريطة مستقبل العلاقة بين البلدين. ومن بين الشركات التي ينتظر أن توقع عدداً من الاتفاقيات، عملاق النفط السعودي «أرامكو»، والتي كشف رئيسها التنفيذي أمين الناصر عن مذكرات تفاهم مع شركات روسية كبرى مرتقبة. وأشار إلى خدمات النفط والغاز والبتروكيماويات والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتطورة كمجالات للاهتمام بشكل خاص، لافتاً إلى وجود فرص كبيرة في عدد من هذه المجالات للتعاون بين «أرامكو» وشركات روسية كبرى.
وسيتم توقيع عدة صفقات استثمارية خلال الزيارة ومن بينها مشروع للغاز الطبيعي المسال، ومصانع للبتروكيماويات، ومن المرجح وضع اللمسات الأخيرة على صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشروعات طاقة.
كما قال الرئيس التنفيذي لصندوق ثروة سيادي روسي إن موسكو والرياض تخططان لتأسيس صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مجال التكنولوجيا. واستثمار سعودي في الطرق الخاضعة لرسوم في روسيا منها طريق جديد يهدف لتخفيف الزحام في موسكو.
صندوق استثمار
أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا والسعودية ستوقعان اتفاقيات لاستثمار مشترك تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار. ونقلت وزارة الطاقة الروسية عن نوفاك قوله في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» أن الاتفاقيات ستتضمن صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار تقوم شركة البتروكيماويات الروسية «سيبور» بموجبها ببناء مصنع في السعودية. وأضاف أن صندوق استثمار مشتركاً بين البلدين سيستثمر 150 مليون دولار في شركة خدمات الحقول النفطية الخاصة الروسية «يوراسيا دريلنج ليمتد».
المصدر: البيان