العناية بالمستقبل تبدأ من الشباب، والاهتمام بتدريب وتأهيل وتهيئة القدرات المواطنة لمواجهة متطلبات الغد، لهو الأمر الذي يجعل الأوطان تستند إلى أرائك الطمأنينة، والأمان وضمان المستقبل، ومنع تسرب القدرات في ثقوب وتشققات اللامبالاة.
اليوم الإمارات تضرب مثالاً حياً ونموذجاً ساطعاً ناصعاً، في توجيه الإمكانيات الشبابية المواطنة نحو الأهداف الوطنية، ويعطينا برنامج دبي لخبراء المستقبل، إضاءة جلية على وعي القيادة الرشيدة بأهمية الاستعداد، وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية كافة، لأجل تمكين القدرات الوطنية على اقتحام مجالات العمل العلمي والإبداعي بثقة وجدارة، ما يؤسس لدولة الريادة، ويضع حجر الأساس لإنجازات مستقبلية في مختلف الميادين والصعد، فالحضارات لا تشرق مصابيح تفوقها، ولا تضيء قناديل تميزها، إلا بتوفير القواعد والنظم وتسخير الإمكانيات الفنية والمادية، لأنه لا يمكنك مواكبة المراحل المتقدمة من التطور التكنولوجي والفني إذا لم تعد العدة، وتربط حزام الامان كي لا تسقط في الطريق، لأن القطار سريع.
الرغبة في نيل المعالي يشغل الكثير من الدول، والسباق يسير على قدم وساق، ومن يتخلف عن الركب فسوف تلفظه العناية البشرية، ويصبح في ذيل القائمة الأممية.
هذا ما تصبو إليه القيادة، وهذا ما يدور في حسبان حكومة دبي عندما أنشأت (برنامج دبي لخبراء المستقبل)، وهو المولود البكر الذي أنجبته مؤسسة دبي للمستقبل، والمجلس التنفيذي لإمارة دبي.
وهذا فعلاً يجعلنا نقول إننا نعيش عصر الأنوار، ونعيد مراحلة الأولى التي بزغ نجمها في أوروبا، وهذا يذكرنا بالقرن السابع عشر، يوم أطلق الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بكون إعلانه الشهير (المعرفة قوة)، ومنذ تلك الصرخة المدوية، أصبحت أوروبا تتصدر المشهد العالمي في مجال الإبداع والاختراع، ولا حياة للمتخاذلين، والخانعين للكسل، والتكاملية.
اليوم الإمارات تقود المرحلة، وتتصدر المشهد في مجالات مختلفة، وأهمها المجال الإبداعي، وهذا ما يجعل بلادنا تمثل القوة الناعمة في السياسة، والقدرة المخملية في الثقافة، والإمكانية الحريرية في صناعة الفكر والمهارة، والمبادرات في مجال الاختراع.
اليوم الإمارات تمثل وجوداً معرفياً طاغياً، يفيض بأسباب التفوق والتميز والانحياز دوماً للمثالية في العطاء، والنموذجية في كيفية تقديم المعطى، اليوم الإمارات القدوة، والمثال لعالم يبحث عن الحقيقة، فلا يجدها إلا في ضمير الأوفياء الذين تخرجوا في جامعة الصحراء، والذين درسوا على ثقافة القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كرر وأعاد في مناسبات عدة، بأن الرجال هم الذين ينهضون بالوطن وليس المال، ولذلك إعدادهم فرض تقتضيه المصلحة الوطنية، وتتطلبه الحاجة للسير في طريق النور من دون تعثر، ولا تصحر.
الإمارات اليوم، تمضي في الحقب كوكباً مركزه السماء، ونوره على الأرض.
الإمارات اليوم تمضي في الدنى بوعي القيادة وتصميمها على وضع الإمارات على خريطة الدول المتقدمة، وإصرارها على جعل الشباب هم الرواد، وهم قادة المستقبل، وهم رعاة الكون الإماراتي، هم بناة مستقبله، هم جداره وجذره، هم سده وسنده، وهم أغنيته وقيثارته، هم سيمفونية وجوده، هم رحلته المكللة بالفرح، وابتسامة التفوق.
المصدر: الاتحاد