كاتب إماراتي
– «هناك ماكينة بجانب أحد المولات» لا نعرف ما هي، هل تبيع تذاكر النقل العام أم تدفع فيها فواتير الماء والكهرباء أم مختصة بضريبة القيمة المُضافة؟ المهم نحن وإخواننا المواطنون الكرام، والمقيمون الأعزاء نمر عليها مرور الكرام، ولا تستوقفنا، والذين ركبوها يعرفون جازمين، ويراهنون على قليل استعمالها، وبعد فترة تهمل، وتظل تصليها الشمس. جاء فوج سياحي، وأعتقد أنه ألماني، وأول شيء عملوه راحوا لتلك الماكينة وشغلوها، تقول جايين متعنين، وبقوا محتارين كيف أنها لا تستجيب، وسألوا الناس، وجل الناس كانوا يريدون منهم معرفة ما هي طبيعة تلك الماكينة الماثلة أمامهم منذ زمن، كنت ماراً بالصدفة، فرأيت في عيون الألمان بريقاً يوحي بأنني أعرف كيفية عمل تلك الماكينة، فمررت سريعاً كالبرق من أمامهم، رافعاً حواجبي بصيغة النفي.
– «ما في فائدة، راعي الطبع ما ييوز عن طبعه، الحين كانت لدى الناس مهلة ثلاثة أشهر لدفع المخالفات المرورية المخفضة، وظل الناس يتلكؤون، ويسوفون، ويؤجلون دفع مخالفة اليوم إلى الغد، مثل أغراض وحاجيات العيد يشترونها في آخر ليلة، وكأنها ستنتهي صلاحيتها، فيعملون تلك الربكة في الأسواق، والزحمة في الشوارع، وهذا ما شاهدناه في آخر يوم لمهلة تسديد المخالفات المخفضة، كانت إدارات المرور تنغش من الناس، ولا صلاة يوم عيد العود».
– «ودي أشوف فلبينية الصبح، مب رأسها رطب، تقول صفاصيف وسبوحهن الذي على عجل، والشعر عندهن ما يبا إلا فوطة ناشفة، وهذاك سيرهن للشغل.. شعوب مش فاضية تكد، وهي مبللة».
– «حد من الناس الشراغة في عيونه، وحد لو تمزر ثبانه يقول طِشّونه، وحد لو تترس له عيونه، يغمض ويشفى في اللي من دونه، تلك معادلة الإنسان الناقص، والقناعة الغائبة، ولا يدركها في حياته إلا حكيم أو عليم أو شخص عرف الحمد وشكر، وعرف البلاء وصبر».
– «حزنت لوفاة الممثلة الهندية غير العادية «سيريديفي»، فهي من جيلنا، وعرفناها مبكراً، ممثلة كبيرة وهي في السن صغيرة، كانت مختلفة ومتميزة، ولها نمط جديد في التمثيل في الأفلام الهندية، ولولا انقطاعها بعد زواجها كان يمكن أن تغزو السينما العالمية بجمالها وبراءتها وتقمصها الراقي للأدوار، حزنت على تلك الوفاة المجانية، وهي في عز فرحها وسعادتها بحضور حفل زواج أحد معارفها، وغرقها في شبر ميّه، تلك ميتة لم تخطر حتى على بال صانعي السينما الهندية، ومستسهلي قصصها التجارية، غير أن الإنسان ضعيف بطبعه، وكثير من حياته تصنعه الظروف، والحظ والمصادفات، وهو لا يدرك ذلك الضعف حتى يقع، وتنهار كل تلك الأشياء التي كان يجالد من أجلها مرة واحدة، ولا يستطيع زحفاً نحو النجاة، ويتمنى حينها ظرفاً أحسن، ومصادفة أسعد، وحظاً يخلصه مما هو فيه، هي دروس الحياة التي لا تنتهي».
المصدر: الاتحاد