كاتب إماراتي
عد المباراة المفرحة قبل يومين، قلنا نتسلى مع ريال مدريد، ونترك برشلونة يرتاح من معاناته، ماذا لو أن داعش شكلت فريقاً لكرة القدم؟ وتريد أن تتحدى العالم بأثر رجعي، تاريخي، وتم إقناع ريال مدريد بتلك المباراة التي سيصير ريعها إن فاز للأعمال الخيرية، وتم إقناع داعش بأهمية المباراة كون الفريق، هو بقايا محاكم التفتيش، وإن فازت، فسيذهب الريع لدعم الإرهاب، فاشترطوا أن يكون الحكم تركياً، على أساس أن الأتراك لا يغشون، وأقنعنا «بلاتر» بأن هذه المباراة ستثبت اسمه كرئيس وحيد للـ«فيفا» للأبد، فقط أن يتبنى الاتحاد المباراة دولياً، وأن يسمح للاعبي داعش أن ينزلوا بالسراويل الطويلة، وأرقام فانيلاتهم بالعربية، والتي سيصعب على الحكم التركي قراءتها بوضوح، كونه نسيها الأتراك منذ أيام تتريك أتاتورك، طبعاً لاعبو داعش لن يراقبوا «رونالدو»، ولن يضعوا خططاً تكتيكية للحد من خطورته، باعتبار أن البرتغال خارج اللعبة السياسية، وسيهملون مراقبة الأجنحة البرازيلية، على أساس أنهم من المستضعفين في الأرض، وسيركزون على ذي اللحية الصهباء، والأوشام «راموس»، كونه صليبياً لاشك، وأن أهله عاثوا يوماً في ديار الإسلام، وسينظرون شزراً لـ«بن زيمة»، كونه من المتعاونين مع الإفرنج، طبعاً فريق برشلونة سيشجع النادي الملكي لأول مرة، وآخر مرة في حياته، وسيسمح الحكم بالإشارات للاعبي داعش، دليل التحذير، والحرب النفسية تجاه فريق العدو، كتمرير اليد على الرقبة، والتوعد بسبي زوجات اللاعبين بعد المباراة، وسيعتقد الكثير منهم أن «شاكيرا» من ضمن تلك الزوجات الموعودات بالإذلال والرق، طبعاً يومها لن يلعب ريال مدريد مباراة احترافية، لأن فريق داعش لا هجوم واضح، ولا دفاع في محله، والحارس أبو عمامة كثير الدعاء، لكن دونما أي استجابه، فالأهداف تمطر عليه، من كل حدب وصوب، حتى أن مشجعي داعش بدأوا في التناقص والانسحاب من المدرجات، رافعين «الكلاشن والآربي جي»، في حين مشجعو الريال، وبالذات المشجعات فرحات، ومنتشيات على الطريقة البرازيلية في التشجيع، ورفع الفانيلات من السرة إلى الرقبة، مما حدا بالكثير من مشجعي داعش للتراجع عن الانسحاب، والمكوث في المدرجات يناظرون مباراة أخرى طرفها الإسبانيات من أرض القوط اللآتي سلبن من قبل لب الأجداد الأندلسيين، ورغم أن المباراة ما زالت قائمة على قدم «رونالدو»، وساق «خاميس»، وداعش لا ناقة لها فيها، ولا جمل، حتى وإن توعدت داعش بأن النتيجة ستنقلب حينما يحمى الوطيس، إلا أن الوطيس حما، وراحت داعش «فطيس»!
المصدر: الاتحاد
http://www.alittihad.ae/columnsdetails.php?category=1&column=1&id=94663&y=2014