رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
دبي لا تنافس أحداً، هي تعمل وفق رؤية واستراتيجية واضحة أوصلتها للعالمية، وأصبحت علامة فائقة النجاح بين مدن العالم، حققت نجاحات لافتة، ووصلت إلى أرقام نمو وتطور مذهلة، وهي تسعى بشكل حثيث لمنافسة نفسها، وتحقيق أرقام جديدة تُحقق بها الرخاء والرفاه الاقتصادي الذي يضمن لها مستقبلاً مستداماً دون الاعتماد على النفط مصدراً للدخل.
لذلك دبي تحولت إلى معيار جديد للتفوق، ومن ينشد التطور يبدأ بمقارنة أرقامه بدبي، والعكس ليس صحيحاً، فدبي لا تخضع للمقارنة الإقليمية، بل العالمية، وتالياً فإنه من الظلم والإجحاف بحق دبي أن نقارنها بدولة مثل قطر، ولكننا اضطررنا لهذا الأمر اضطراراً، فقط لإيضاح الحقائق بالأرقام، لا بالشائعات والكلام المرسل والتقارير الزائفة المغلوطة، التي يبثها إعلام تنظيم الحمدين الرائد في الكذب والتزييف والتدليس على البشر.
قناة الجزيرة رأس حربة الكذب القطري، بثت تقريراً ضعيفاً «مضحكاً» منقولاً عن موقع لمجلة غير معروفة، يقول إن دبي تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها الزوار والمقيمون والمستثمرون، ولأنه تقرير هش مضحك، كما ذكرت، فإنه لا يستحق التوقف عنده، ولكن دخول أدوات الكذب القطرية على الخط ومحاولة ترويج هذا الهراء على أنه واقع، يجعل تقديم بعض الأرقام التي لا تكذب أمراً ضرورياً لإسكات هذه الأصوات شديدة النباح.
ففي الوقت الذي صرّح فيه أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لـ«القطرية» لوكالة «رويترز»، قائلاً: «لا أعلم حجم الخسائر التي ستتكبدها الشركة، لكنها كبيرة جداً»، كانت «طيران الإمارات» تحلّق بأرباح صافية بلغت أربعة مليارات درهم، وفي حين تعامل مطار دبي الدولي مع 22.74 مليون مسافر، تعامل مطار حمد الدولي مع 8.72 ملايين مسافر.
وفي دبي وصل إشغال الفنادق إلى أعلى نسبة في الشرق الأوسط، حيث بلغ 87%، في حين انخفض إشغال فنادق قطر إلى 63%، ووصل عدد زوار دبي في عام 2017 إلى 16 مليون سائح، في حين بلغ زوار قطر 535 ألف زائر!
وفي الوقت الذي وصلت فيه تجارة دبي غير النفطية في عام 2017 إلى تريليون و300 مليار درهم، لم تتجاوز تجارة قطر غير النفطية 18 مليار ريال، وفي حين أصدرت دبي 1700 رخصة تجارية جديدة في شهر مايو فقط من العام الجاري، وصل عدد الشركات مجتمعة في قطر كلها 1040!!
هذا مجرد نموذج لأرقام لا تكذب لقطاعات اقتصادية مختلفة، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى الاسترسال في المقارنة، فالأرقام المتواضعة لقطر لا تضيف أبداً إلى نجاح دبي شيئاً، بل هي تعكس حجم الفارق الكبير الذي لا يمكن أبداً تعويضه عبر تقارير زائفة وحملات إعلامية مدفوعة القيمة، فحبل الكذب قصير، وأرقام الواقع الحقيقي ليست في صالح الجزيرة وأذنابها أبداً، ودبي هي فعلاً مدينة الحياة وستظل كذلك، أما الأشباح فهي تعرف طريقها ومكانها الطبيعي!
المصدر: الإمارات اليوم