عبارة تبدو في الواقع مثل رفرفة الأجنحة، مثل زغب القطا تحركه نسمة ناعسة، مثل رمش على جفنين يحفظان عينين نجلاوين، مثل هفهفة على وجنتين، ورديتين، مغموستين في حبر اللوعة. مثل مناغاة الطير على الأيك، مثل مداعبة الخصلات لقد، وخد، مثل حلم زاه يصنع البريق على وجنات البراءة.
دبي هي العالم، عبارة تسافر عبر محيط الوجدان البشري، وتحمل رسالة قيادة، وشعب، وتسكن في الضمير الكوني، كأنها الكوكب الدري يخصب وجدانه بالدفق، ويشذب معناه بالنسق.
دبي هي العالم عبارة تمخر عباب الوعي وتمنحه العبرة، وتصيغ في أعطافه ملامح غدٍ سيأتي مختلفاً، متناسقاً، لا مرتاباً يلون حياة الناس بالفرح، والانسجام، والسير في دروب العمر، كما هي النحلات تبني في الأعراش حدائقها الغناء، مغموسة بالشهد، مكسوة بمخمل الدفء، مثرية بعذب المعنى منسوجة حرير اللغة الرخية، والمشاعر الرضية، والفكرة الشاسعة، وبلا سقوف، ولا كلوف هي دبي اليوم، وكل يوم، تتجلى وعداً إنسانياً، مكللاً بتيجان التألق، وأوسمة التدفق، لا تثنيها عقبة، ولا تعرقلها كأداء، هي دبي في وصل، وأصل، وفصل، ونصل، هي كل ذلك؛ لأنها فتحت النوافذ منذ البدء، كي تجلو عن جدرانها صدأ الرتابة، وكي تدفع عن ترابها غبار الترسب، هي هكذا بدأت، وهي هكذا استمرت، وهي هكذا آمنت بأن المكان لا يكون له موقعاً في الإعراب، إلا عندما تكون جملته معرفة، وعبارته صريحة، وواضحة، وروايته مسترسلة من دون خفقات، ولا وقفات، ولا شهقات، ولا زفرات، ولا هنهنات، ولا لقلقات، ولا جلجلات، ولا خلخلات، مكان تهبط في الأرواح هانئة، طيبة، لا يغثها غثيث، ولا يرثها رثيث، عندما تقرأ العبارة، تجد نفسك أمام فلسفة معطفها العالم، وشالها السماء، ووشاحها الأرض، لا نهاية للطموحات، ولا نقطة لآخر السطر، ولا فاصلة تعرقل سماحة الجملة، كل شيء في دبي يمضي مثل النهر، مرماه تلك الأشجار السامقة عند الأفق، كل شيء في دبي يذهب إلى الحياة رافلاً العقد والخلخال، مدمجلاً في بعناقيد، وعقود زمنية أصفى من اللجين، وأزهى من النجمة، وأنقى من عينين حور.
دبي هي العالم، مسكونة بهم الوجود، طالعة في عيون العشاق، كأنها الدر في الأعماق، كأنها الصولة والأشواق، كأنها قصيدة لا يقرضها إلا سيد العشاق.
هذه هي دبي، هذه هي إماراتنا دوماً في الحياة دولة يانعة، يافعة، ساطعة، لامعة، مبدعة، مترعة بأحلى ما تهواه النفس، وتعشقه القلوب.
المصدر: الاتحاد