خطوة مهمة، ووثبة الفرسان باتجاه الأفق، ورحلة حية وحيوية، تقطع مسافة نحو فضاءات تشع بالنور، وتنوير الحياة، بجهود تحسب للوزير سالم بن خالد القاسمي، وهي البشارة التي لا بد وأن يستقبلها المثقفون، كأنها السحابة تغسل أرضاً يباباً، وكأنها الموجة تمشط جديلة السواحل المهجورة، وكأنها الظل يحمي الرؤوس من اللظى، وكأنها الحلم بفرح عن صورة زاهية لأيام الإمارات المترفة بثراء العطاء، ومعطيات المرحلة الذهبية.
دعم المبدعين في المجالات المختلفة، هو تعزيز للقوة الناعمة، ورصف ملكات الإبداع بسجادة من حرير الوعي، بأهمية أن يكون المبدع شريكاً في نهضة الوطن، وتكون الثقافة السقف المكين يحفظ الود مع نهضة الوطن الشاملة.
خطوة مثل سبك الذهب بقلادات تضيء النحور، والصدور بالدر والبدور، وتفتح نافذة على العالم يكون حضور المبدع الإماراتي فيها يانعاً، يافعاً، رائعاً يختزل زماناً من الجفاف العاطفي بينه، ومؤسسته الحاضنة.
خطوة أولى ونتمنى أن تتبعها خطوات جلية، وأخرى تتمتع بحصافة المعطى الثقافي، وفصاحة لغة التواصل بين وزارة الثقافة وعشبها القشيب (المبدعين)، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن مؤسسات بلادنا استدلت على مراتعها، وأمسكت بزمام الخيل، وسارت صوب المضامير بوعي، وشجاعة، وبسالة الأبطال الذين لا تتوقف طموحاتهم عند نقطة، ولا تستريح عند محطة، بل إن المشاريع الثقافية سوف تتوالى، والحصاد ثمين، والعطاء بوسع صحراء الإمارات الوفية.
هكذا نرى في هذا المشروع، وهكذا نعتقد بأن ما من جهد نحو الثقافة إلا ويتبعه ظل غيمة ممطرة، وما من وعي بأهمية الثقافة إلا ويسبقه حلم بلون عناقيد الرطب، وما من مشروع يهتم بالكلمة إلا وتحفه فرحة تملأ القلوب، وتزدهر في الدروب، واليوم العالم بكل ما يضخه من ثورات تكنولوجية، سيبقى جافاً خاوياً إذا لم تمتلئ أوعيته بزهرات إبداعية تعطره بالشذا، وتعبقه بعبير الأنفاس الندية.
نقول ومن كل قلوبنا، شكراً لوزارة الثقافة، وشكراً لكل من فكر، وبذل جهداً في سبيل إغناء الساحة الثقافية بورود المشاريع الملهمة، والأفكار المفعمة بالخير لهذا الوطن الذي أعطى الكثير، وعلى الجميع واجب رد الجميل، بكل ما تملك النفوس من قوة، وصلابة وصدق وإخلاص.
شكراً لكل محب لهذا الوطن، وإثراء الثقافة هو مد جسور المحبة مع العالم، وهو فتح النوافذ ليطل الجميع على أنهار الثقافات الأخرى، شكراً، والشكر واجب، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
المصدر: الاتحاد