زايد في أصيلة

آراء

استكمالاً لحديثنا بالأمس عن مدينة أصيلة المغربية وإسهام منتداها في اجتذاب واستقطاب مآثر خالدة لصالح المدينة وساكنتها بجهد من ابنها البار محمد بن عيسى، رحمه الله، نتحدث اليوم عن أثر من ثمار الحضور الإماراتي الملهم في المدينة، والمتمثل في مجمع للإبداع والابتكار يحمل اسم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. مجمع يحتضن فعاليات إبداعية ومبادرات نوعية ترعى المبدعين من فنانين ومثقفين ومفكرين على مدار العام، تحت مظلة المنتدى.

الحضور الثقافي والإبداعي الإماراتي في المدينة وعموم المغرب، امتداد للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين في شتى المجالات.

وكانت الإمارات قد حَلَّت ذات مرة ضيفة شرف على المنتدى، الذي استضاف كذلك ندوة بعنوان «الشيخ زايد: رؤية القائد المستبصر»، قال فيها الراحل محمد بن عيسى: «إن الشيخ زايد، رحمه الله، تميز بالحكمة التي تزن القضايا بميزان الحق والإنصاف، وكان له أسلوب في القيادة حمى الإمارات من الأخطار والأطماع التي حاقت بها في طور التأسيس».

ولفت إلى اقتران اسم الشيخ زايد بمنشآت خيرية وصحية في مناطق بالمغرب عدة، وقال: «إن سكان أصيلة ممتنون ومدينون للشيخ زايد بفضل المشاريع العمرانية والتربوية التي شُيّدت باسمه، خاصة المتحف الكبير الذي سُجّل باسم متحف الشيخ زايد للفنون».

وفي أيام انعقاد الموسم الخريفي للمنتدى مؤخراً، صدر كتاب «الحكمة.. رؤى ونماذج في التنمية والبناء المؤسسي»، الذي يُعد أول جهد علمي يوثق الرؤى المشتركة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، في «تجذير فلسفة الوحدة والتضامن بين الدول العربية، وتجسير فكر التوافق والتشاور، وتبني منحى متعدد الأبعاد تجاه قضايا التنمية، وترسيخ القيم والمبادئ المشتركة بين البلدين لتجاوز التحديات الثقافية والفكرية والحضارية التي ترتبط بمصيرهما».

الكتاب «نتاج جهد جماعي لنخبة من صنّاع القرار والمفكرين من الإمارات والمغرب، على رأسهم معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ومحمد ملين، مكلف بمهمة في الديوان الملكي، مدير عام المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بالمملكة المغربية.

يوضح الكتاب «أن نهج التسامح الذي اتبعه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يُعد نموذجاً فريداً لقائد استثنائي استطاع أن يطور بلده، ويبني شبكة علاقات دولية قوية مع مختلف الدول شرقاً وغرباً».

إنها الثقافة والفكر المتجدد، عندما تفتح أبواب الأمل، وتُسهم في صنع المستقبل الأجمل للأمم والشعوب.

المصدر: الاتحاد