قبل سنوات قلائل قال قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مخاطباً شباب الوطن «إننا في سباق مع العالم إلى يوم الدين»، وإن هذا السباق لن يتوقف «وتحقيق التقدم فيه يمكن من خلال استثمارنا في ركيزتين أساسيتين هما العلم والكوادر الوطنية النوعية المتميزة التي ستقود البلاد خلال المراحل المقبلة وهما خيار الدولة الاستراتيجي ورهانها لتحقيق ما تصبو إليه من مستويات عالمية.. مستعينين بالله تعالى أولاً ثم بما يتسلحون به من معرفة وعلوم مع توظيف معطيات العصر من ذكاء اصطناعي وأحدث التكنولوجيا».
سرعان ما تحولت تلك الكلمات التاريخية إلى برنامج عمل للحكومة بالتزامن مع إطلاق المبادرة العالمية لشباب الإمارات.
قفزت تلك العبارات التاريخية إلى الذاكرة بينما كنت مساء الاثنين الماضي ضمن حضور محاضرة رفيعة المستوى بمركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية استضاف فيها البروفيسور المعروف كيشور محبوباني وهو زميل بارز في معهد آسيا للأبحاث بجامعة سنغافورة الوطنية، والعميد السابق لمعهد لي كوان يو للإدارة والسياسات، وأول مندوب للجزيرة التي تحولت لعملاق اقتصادي لدى الأمم المتحدة عقب استقلالها.
في تلك المحاضرة، توقف الرجل أمام الاهتمام المبكر للإمارات بمسائل التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي رغم أن الأمر كان بعيداً عن موضوع محاضرته السياسية الصرفة وقراءته المستقبلية للانتخابات الرئاسية الأميركية على العلاقات مع الصين. ولكنه كان حديثاً عن حرص دولة بمستوى رؤية قيادة دولة الإمارات وطموحاتها ليكون لها بصمة على مستقبل العالم وليس فقط محيطها الإقليمي بما يضمن رفاهيتها وازدهارها من خلال حسن الاستفادة من علوم العصر وتوظيف الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب وحسن إعدادهم وتأهيلهم لما فيه خير مواطنيها والبشرية قاطبة.
في ذلك اليوم نفسه، كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول مقطعاً مصوراً لجانب من جلسة لمجلس الشعب في الشقيقة الكبرى مصر، يتحدث فيها عضو المجلس أحمد أبو هشيمة عن النموذج الملهم الذي صاغته الإمارات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي واستثماراتها الكبيرة فيه والتي جعلت منها لاعباً ومساهماً عالمياً، وقد كانت أول دولة في عالمنا العربي تضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي وتعين وزيراً له، وترتفع فيها أول جامعة للذكاء الاصطناعي تزهو بحمل اسم الشيخ محمد بن زايد وقد احتفلت مؤخراً بتخريج الدفعة الثالثة والأكبر من خريجيها. إنها رؤية وإرادة بوخالد للفوز في سباقنا مع العالم.
المصدر: الاتحاد