ونحن نسبح على ظهر نجمة التألق، سوف نقطف بريق الفوز، وسف نمر عبر المضائق الصعبة، مكللين بأشرعة الإرادة، متوجين ببياض الأمنيات.
ونحن نسير في فلك الكواكب البعيدة، سوف نمزق عباءة الليل الإنساني، وندخل في محيط النور، مصطحبين معنا تاريخاً مجيداً، تركه السالفون في دفتر الذاكرة، وها نحن نقرأ السطور، ونتلو آيات المجد العظيم، بقلوب أكثر جسارة من الحبال، وعقول أكثر صرامة من حذر الغافة، نغدق العالم بالمزيد من الدهشة، ونثريه بطاقة إيجابية فريدة، ولأن بلادنا اليوم أصبحت حقل اندماج الواحد في الكل، ولأن الإيمان بأننا استطعنا بالعزيمة كسر القشرة السميكة من فوق البذرة لتبدو منفتحة على العالم، ولكي تبرز الشجرة السامقة، بكل سهولة ويسر، صرنا في التحدي درساً، وفي التصدي طرساً، العالم يرتل أفكارنا، ويتابع أفعالنا، ويلاحق مسيرتنا، ويتفكر في إبداعنا، ويتأمل في منجزاتنا، ويتملى مشاريعنا، وكل ما يريده متاحاً لأننا لا نخبئ إمكانياتنا، ولا نخفي قدراتنا، كما أننا لا نسترق السمع لمن يشيننا لأننا وصلنا إلى قمم لن تطالنا السهام، ولن تنال منها الفظاظات، نحن هكذا تعلمنا القيادة بأن العمل الجيد مثل أهداب الشمس لا تخفيها الغمامات الداكنة، وهكذا علمتنا التجربة، بأن العقل الصافي مثل النهر، لن تغثه الأيدي الملوثة.
الإمارات اليوم مثل البقعة النيرة في سماء مغشية بالغبار، الإمارات تسعى لتوحيد العالم ضمن مشاعر الحب، والولاء للإنسانية وفوق الأطر الأيديولوجية، والعرقية، واللونية، هي هكذا تفهم الوجود بأنه لا يحتمل إلا لشمس واحدة، وقمر واحد، وسماء واحدة، وأرض واحدة، ومن يفكر بغير ذلك فهو يعيش خارج حدود الكون، أو أنه تم دفنه في مقابر النفايات التاريخية.
الإمارات في «إكسبو» عبرت عن هذه الأفكار الكونية بكل شفافية، وكل بهاء، ورخاء، هذه هي بلادنا تنعم اليوم بثقافة اللاحدود، وفكر الوجود، وحلم الأطياف التي لا تختزل الزمان، ولا المكان، بل هي تضع الأيام في صلب مكانها، هي تؤمن اليوم «بالزمكان» الاينتشاني الواسع والرخي، لأن ما من مكان إلا وهو قابع في صلب الأرض، وما من زمان إلا وهو في غضون التضاريس التي يحث الإنسان خطاه كي يلحق بقطار الحركة الزمكانية.
الإمارات ستبقى الزمان والمكان لكل فكرة مستنيرة.
المصدر: الاتحاد