يتوافد شباب مواطنون على الخيام الرمضانية التابعة لهيئة الهلال الأحمر في المنطقة الشرقية، رغبة منهم في فعل الخير، إذ يتطوعون لمساعدة فريق الهيئة في توزيع الوجبات على الصائمين بالخيم المخصصة لإفطار الصائم بأماكن متنوعة في الإمارة، وتالياً يهجرون موائد أسرهم، ويكتفون بوجبة البرياني مع الفئات البسيطة.
إلا أن وجبة البرياني المقدمة جعلتهم يفضلون الإفطار في هذه الخيم بمشاركة العمال من جنسيات دول آسيوية، بدلاً من الموائد الغنية بالأصناف المختلفة من الطعام في بيوتهم.
المواطن فيصل محمد عبدالله، أحد المتطوعين في الهلال الأحمر، يقول: «شهر رمضان له روحانية خاصة تدفع الأشخاص لفعل الخير ومساعدة المحتاجين، إذ يُقبل خلاله معظم الشباب المواطنين على العمل التطوعي، لاسيما توزيع الوجبات في الخيم الرمضانية»، مشيراً إلى أن بعض الشباب يأتون من مناطق بعيدة من أجل التطوع وتقديم المساعدة لفريق الهلال الأحمر في تصنيف أنواع الوجبات وتوزيعها في الخيم الرمضانية.
وذكر أن عدداً من الشباب دأبوا على الجلوس يومياً في الخيم الرمضانية وقت الإفطار، ومشاركة العاملين في هذه الخيم الإفطار، ما جعلهم يتركون موائد الطعام المليئة بأصناف الوجبات والحلويات وغيرها، مفضلين الفطور مع العمال البسطاء الذين تجمع بينهم روح الطمأنينة والمودة.
ولفت إلى أن بعض المتطوعين والشبان المقيمين في الأحياء المجاورة للخيم الرمضانية، أصبحوا يفطرون بشكل شبه يومي داخل هذه الخيم، وأبدى معظمهم إعجابه بوجبة البرياني المتوافرة بشكل يومي للإفطار في هذه الخيم.
من جانبه، قال أحد مسؤولي خيام إفطار الصائم التابعة للهلال الأحمر، فضّل عدم نشر اسمه، إنه يشعر بسعادة حين يرى هؤلاء الشبان الذين يفضلون ترك موائدهم التي يتجمع حولها أفراد أسرهم من مناطق بعيدة، ويتجهون لمشاركة جنسيات متعددة، ويأكلون من الوجبات التي يصفونها بالشهية، إذ إن ما يقدم لهم ذو جودة عالية جداً، ويتم انتقاء المطبخ الذي يقدم هذه الوجبات بدقة عالية.
وأوضح أن هيئة الهلال الأحمر (فرع الفجيرة)، والجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية، خصصت 88 خيمة رمضانية لإفطار الصائمين، خلال الشهر الكريم، وتتفاوت الطاقة الاستيعابية للخيم بين 100 و500 وجبة يومياً، موزعة مواقعها بشكل يستوعب كثافة المستهدفين بمشروع إفطار الصائم.
وأشار إلى أن الإدارة نصبت خيماً تتفاوت طاقتها الاستيعابية بين 400 و500 وجبة يومياً، موزعة طبقاً للكثافة السكانية، منها ثلاث خيم في الفجيرة، وخيمتان في مدينة دبا، وخيمة في سوق الجمعة، وخيمة واحدة في كل من خورفكان وكلباء، مشيراً إلى أن ثماني خيم تقدم بمعدل 120 ألف وجبة خلال الشهر.
وذكر المواطن إبراهيم عبدالعزيز الغالي أنه تخوف في المرة الأولى التي حاول فيها التسلل إلى خيمة رمضانية كانت بجانب سكنه من أن يطرد، إذ إنه يريد خوض تجربة الفطور الجماعي، إلا أنه فوجئ بالترحيب الذي استقبله به المتطوعون الذين قدموا له الإفطار، لافتاً إلى أنه كان يشعر بالذنب لخشيته من أخذ مكان شخص آخر لديه الأحقية، إلا أن عدد الوجبات اليومية المخصص لكل خيمة، الذي يزيد على 450 وجبة، أقنعه بالبقاء والمشاركة.
وتابع: «من الجميل أن يخوض كل فرد هذه التجربة التي تزيد من تلاحم أفراد المجتمع، على الرغم من اختلاف جنسياتهم ومستوياتهم المعيشية»، مضيفاً أنه من خلال هذه التجربة أحب التطوع، الذي يعد ركيزة أساسية في بناء المجتمع، ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، كما يعد دليلاً على حياة المجتمع وحيويته.
المصدر: الإمارات اليوم