ساهمت شرطة دبي بإحباط تهريب طن من مادة الهيروين، وإلقاء القبض على عصابة، مكونة من 9 بحارة هنود، يتزعمهم باكستاني، في عرض المحيط الهندي، في عملية أمنية، نفذتها قوى التحالف البحري، وصفت بأنها الأكبر على مستوى عمليات التهريب البحري للمخدرات في العالم.
وبحسب رسائل الشكر التي تلقتها شرطة دبي لدورها الرئيس في إفشال مخططات العصابة، فإن قوات التحالف البحرية المرابطة في المحيط الهندي ما كان بمقدورها تنفيذ هذه العملية الدقيقة، وإلقاء القبض على أفراد العصابة، لولا المعلومات الأكيدة التي زودتها بها فرق المكافحة الدولية بشرطة دبي.
وأكدت الرسائل أن جهود شرطة دبي الواضحة لمكافحة المخدرات حال دون إغراق دول عديدة في العالم بمئات الكيلوجرامات من الهيروين.
وقال اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش افتتاح فعاليات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أمس: «إن وقائع العملية تعود إلى 17 أبريل الماضي، حينما مررت شرطة دبي معلومات استخباراتية حصلت عليها من أحد المصادر الخارجية، العاملة مع إدارة المكافحة بدبي، إلى قوات التحالف البحرية، عبر ضابط الارتباط الأميركي بدبي، ورسالة رسمية أخرى وجهت بتاريخ 21 أبريل إلى ضابط الارتباط ذاته، تتضمن تأكيدات للمعلومات السابقة، وتحديداً دقيقاً لأوصاف المركب الناقل لأفراد العصابة، وشحنة المخدرات الكبيرة التي على ظهره، ومسار خط السير؛ ما أدى إلى قيام وحدة من قوات التحالف البحرية تابعة لأسطول البحرية الملكية الأسترالية، كانت رابضة في المكان، باعتراض المركب، قبالة سواحل إحدى الدول الإفريقية، ومداهمته، وإلقاء القبض على الجناة الذين كانوا على متنه، وبعد إخضاعهم والمركب للتفتيش الدقيق، تم العثور على طن و32 كيلو غراماً من مخدر الهيروين، عمد المهربون إلى إخفائها بتخزينها في مطبخ المركب، لافتاً إلى أن الكمية المضبوطة تم إتلافها مباشرة في البحر في المياه الدولية.
وأوضح المزينة أن هذه العملية، التي أطلق عليها اسم «اوشن كوست»، تعد العملية الأضخم في التهريب البحري للمخدرات على مستوى العالم، واصفاً إياها بـ«النوعية والدقيقة»، لافتاً إلى أن الجهات المختصة في شرطة دبي ساهمت بفاعلية واقتدار بالتعاون مع ضابط الارتباط في القنصلية الأميركية العامة بدبي، وقوات التحالف البحرية المرابطة في المحيط الهندي، في نجاح هذه العملية عند مداهمة القارب يوم 23 أبريل الماضي. وقال: «إن أهمية نتائج العملية، تكمن في أنها عكست الخبرات والكفاءات الكبيرة التي يتمتع بها ضباط شرطة دبي العاملون في هذا المجال الاستخباراتي، وأهمية الدور المميز للأجهزة المختصة العاملة في مكافحة المخدرات في دولة الإمارات، تحت مظلة ورعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية».
وأشار إلى تلقي شرطة دبي رسائل شكر من القنصلية الأميركية بدبي، وقوات التحالف البحرية التي نفذت العملية، تضمنت تثميناً للدور المميز الذي قامت به كوادر شرطة دبي في العملية خصوصاً، ومجال مكافحة المخدرات عموماً. وقال: «إن عملية (أوشن كوست) جسدت بنتائجها الإيجابية وحدة الهدف لدى جميع الأطراف المشاركة فيها، وحرصها على ملاحقة تجار ومهربي المخدرات في مختلف أرجاء العالم».
وتوجه اللواء خميس مطر المزينة إلى ضباط الارتباط في كل من القنصليتين الأميركية والأسترالية بدبي على تعاونهما في العملية، ومساهمتهما في مختلف مراحلها، الأمر الذي أدى إلى نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، كما أثنى على فريق العمل المشارك في العملية، من ضباط وصف ضباط وأفراد شرطة دبي، مثمناً سهرهم وجهودهم المخلصة والمميزة. وأكد عزم وتصميم الجهات المختصة بمكافحة المخدرات في الدولة، على المضي في الملاحقة والمواجهة لتجار ومهربي المخدرات ومروجيها محلياً وإقليمياً وعالمياً، مهما حاولوا أو ابتدعوا من طرائق وأساليب لترويج تجارتهم الإجرامية الخاسرة .
وتابع أن التنسيق والتعاون المشترك مستمر من خلال منظومة عمل مشترك، ويتم مساعدة بعض الدول التي تجد صعوبة في مكافحة المخدرات، بالتعاون مع الأمم المتحدة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة الحد من الاتجار، وتداول هذه السموم، إذ جسدت عملية «أوشن كوست» بنتائجها الإيجابية وحدة الهدف لدى جميع الأطراف المشاركة فيها، وحرصها على ملاحقة تجار ومهربي المخدرات في مختلف أرجاء العالم.
المصدر: محمود خليل (دبي) – الاتحاد