ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

شكاوى المسافرين العرب

آراء

* اليوم تكثر شكاوى المسافرين العرب، خاصة العائلات الكبيرة في أسفارها صيفاً باتجاه الدول العربية أو دول أوروبا، ولسان حالهم يقول: أين السفر زمان من الآن؟! أقل الشكاوى تأتي من الأشخاص المسافرين إلى أميركا، فأميركا ما زالت على أسعارها الرخيصة والخيارات المختلفة، ما عدا مدن العلاجات ومراجعة المستشفيات التي يسيطر عليها مهاجرون عرب وهنود، ميزة السفر إلى أميركا تلك البساطة في الأشياء، يمكن أن تستهلك «جينز وتي شيرت» طوال ثلاثة أيام، ولن يسأل عنك أحد، يمكن أن يكون أكلك في مطاعم الـ«جنك فود»، ولن ينكر عليك أحد، وتسكن في «موتيل» بدلاً من «هوتيل» ولا أحد عنك «ناشد يا ابن راشد»، الشعب الأميركي في الغالب ودودون، ومبتسمون، وروح الفكاهة مسيطرة عليهم، وهي مدخل لتعارف كل الغرباء، ومدنها سرعان ما تألفها، وتقود سيارتك فيها، ولا تصرف إلا ما تريد، ولا تقول إن أحداً سيضحك عليك أو يغشك.

* المسافرون إلى الدول العربية، ما زالت المشكلات القديمة والشكاوى القديمة تتجدد وتتكرر مع غلاء دون أي مبرر، وخدمات أقل من الأول، ونظافة غير بائنة، لا ضمانات ولا مؤشرات أمان في كل الأمكنة والوسائل، يمكن أن تحدث المصائب في كل لحظة ومن أبسط الأشياء، والجماعة ما زالوا يُفلُّون جوازات السفر تفلية، ويشعرون القادم إليهم بأنه شبه متهم أو مشكوك في أمره، والشحاذون كثروا، وفي كل مكان؛ بدءاً من الشواطئ المزدحمة إلى أبواب المطاعم الغالية إلى ردهات الفنادق الفاخرة إلى الأماكن السياحية، وفي كل الشوارع، وهناك زحمة تحيط بك وتتبعك وتسبقك.

* المسافرون إلى أوروبا، رغم جمال مدنها إلا أن السوء يزداد فيها عاماً بعد عام، خاصة تلك العواصم التي يكثر فيها المهاجرون، ويقل فيها المواطنون، اليوم نادراً ما تجد سيارة أجرة في لندن نظيفة وسائقها «لندني» من الذين كنا نعرفهم زمان، أيام السائق الإنجليزي «الجنتلمان»، غلاء في الفنادق والمطاعم والمقاهي مع خدمات أقل، وجودة أضعف، الذين يشتكون من البطالة قد تصادفهم في كل مكان، عصابات النشل والسرقات الصغيرة والكبيرة يمكن أن يسكنوا معك في فندق بخمسة نجوم، ويمكن أن يزاحموك في مكان سياحي، ويمكن أن يتبعوا حقيبة سيدة طوال الشارع لانتهاز فرصة الانشغال والانقضاض.

* المسافرون إلى بلدان آسيا المختلفة وأستراليا، شكواهم على قدهم، وفي أمور بسيطة يختلفون عليها، لكن في العموم الأمور تجري على الأقل كما يرام، فقط هي كثيرة التفاصيل لكن غالباً محلولة، مثل الأكل، بعض المناظر المنفرة، الزحمة، صحيح أنها بلدان بعيدة، وفيها حر ورطوبة، لكنها أفضل من غيرها في كثير من الأمور، أقلها لن تنام مغبوناً، وأسعارها رخيصة قياساً بالخدمات الكثيرة والدائمة، وفنادقها ومنتجعاتها راقية وغرفها واسعة، ليست مثل أوروبا تقول: «نائم في مَنَزّ».

* تزداد شكاوى المسافرين العرب كل عام، خاصة العائلات الكبيرة، هذه الشكاوى بعضها قديم يتجدد، وبعضها جديد مستورد، والبعض الآخر مستجد، لكنها من منغصات الصيف الذي نصرف عليه الكثير دون متعة تستحق أو دون شكوى ترد.

المصدر: الاتحاد