حسن الحارثي
حسن الحارثي
كاتب سعودي

شيخ الدجاج

آراء

لا أدري ما سر عشقنا الكبير لكلمة “شيخ”! وما الذي جعل هذه الكلمة تدخل كمهنة رسمية في بعض القطاعات؟ كشيخ الدلالين وشيخ الصاغة وشيخ السكراب… الخ. ووصل الأمر إلى أن يكون بيننا “شيخ الدجاج” وهي الوظيفة التي أعلنت عنها بلدية طريف مؤخرا، وقالت إنها ترغب في شغلها مع مجموعة من وظائف “المشيخة”.
هذه الكلمة لم تعد حكرا علينا كعرب، فقد أصبحت مصطلحا معروفا في اللغة الإنجليزية، ودخلت المعاجم بشكل رسمي وتعرف على أنها تعبير وصفي يحمل دلالة على المكانة الرفيعة عند العرب، وتعني كبير السن في قومه أو الشخص الحكيم أو الواعظ، وتستخدم عادة عند القبائل أو الأسر العريقة، وبالفعل صارت هذه الكلمة دارجة بين الغربيين وعادة ما تستخدم لتوصيف الرجل الثري وصاحب النفوذ. 
وهذا التعريف، وهو نفسه المتعارف عليه عند العرب، ليست له علاقة بما يحدث في بلدية طريف وغيرها، وحتى في التعريف الرسمي للكلمة في معجم اللغة العربية تعني كلمة “شيخ” الرجل الذي استبانت عليه السن وظهر عليه الشيب، غير أن الكلمة تطور استخدامها لاحقا، مثل أي مصطلح آخر يخضع للتطور اللغوي الاجتماعي، وأصبحت تعني الرجل ذا المال والجاه أو كبير القبيلة أو العائلة أو رجل الدين.
وحتى لا تفقد هذه الكلمة بريقها وتصبح مستهلكة ومبتذلة، وهي التي ترافق أسماء كبار القوم في بلدان الخليج، أقترح منع استخدامها في المهن وقصرها على الاستخدام العرفي، دون أن تستخدم رسميا قبل اسم الشخص الذي يبيع الدجاج والحمام والحمير، لمجرد أنه صار خبيرا في ذلك وهو في سن الثلاثين، والأهم من هذا كله “كفاية مشيخة” فقد أصبح لدينا ما يكفي منها بلا مال، ولا جاه، ولا علم، ولا حتى وقار. 

المصدر: صحيفة الوطن