صناع الأمل هم أولئك الذين يقبلون وجه الغيمة، ويصافحون كف الوردة، كي يغسل العالم وجهه بالعذوبة، ويعطر معطفه بالشذا.
صناع الأمل هم أغنية الصباح التي تتشح بها الطفولة وتطوق أعناق الكهولة، وتملأ الحياة بهجة، وسروراً.
صناع الأمل هم الشركاء في صناعة شجرة الحياة الثرية، هم من يصوغون قلائد الابتسامة، على ثغور، ونحور.
قيادتنا الرشيدة، سعت منذ البدء إلى بناء جسور المودة مع هذه القناديل، وعملت على ترتيب العلاقة الحميمية بين من يقدم على الخير ومن يستحقه، ودأبت على سبك هذه العلاقة على أسس إنسانية، حيث لا حياة تدوم من دون تعاضد أهل الخير، وتضامنهم مع احتياجات من ليس لديهم من وسيلة غير هذا النهر الخبر المتدفق من علو الهامات الخيرة، إلى سفوح الرمال المكتنزة بالعوز.
قيادتنا الرشيدة منذ البدء، وهي تشذب شجرة الحياة من الضغائن، والشحناء، وتهذب مشاعر الناس على أسس من القيم الرضية، والشيم السخية، ومشاعر تنبثق من الصدور كأنها الجداول.
واليوم وبعد مرور أربع دورات لـ «صناع الأمل»، أصبح المشروع الإنساني التاريخي الإماراتي يحث الخطى نحو غايات ليس لها من مراتع غير ضمائر عشاق الأمل، ومحبي الحياة، هؤلاء الذين لبوا نداء الأخوة الإنسانية، وأعدوا العدة لكي يكونوا السند، والعضد لإخوتهم في الإنسانية، من دون تمييز، أو تصنيف، بل الهدف هو التسامي عن الأنانية، والنزول إلى رغبة الضمائر الحية، والذهاب قدماً نحو تأسيس عالم خالٍ من التشاؤم، ومن قرقعة الحروب، والدمار والخراب الذي تشيعه، نفوس لم تزل تعيش في عصر الغاب.
اليوم الإمارات بكل ما تدخره من مبادئ، مضيئة، مستمرة في حث كل من لديه الرغبة في الانضمام لركب الخيرين، وهم كثر، ويد الإمارات ممدودة كأشرعة السفر نحو آفاق الخير، يد الإمارات، مفتوحة كصفحات السماء الزرقاء، تنث المطر، وتسقي كل من به شغف، ولهف، وكلف.
الإمارات اليوم تتقدم الصفوف في بعث الروح في عالم طالما أنهكته ضربات الضمائر الميتة، وتسهب في إرسال رسائل النور، لكل من يود أن يسجل اسمه على صفحات التاريخ بحروف من ذهب.
والقيادة لا تدخر وسعاً، ولا جهداً، فهي في المشهد شعاع استنارة، وخيط الضوء الموصل إلى حيث تكمن حاجة الناس الذين أبعدتهم الظروف عن مراتع عشب الحياة.
القيادة الرشيدة تعمل بكل صدق وإخلاص على تحريك المياه الآسنة، لتستمر الحياة خضراء، ويعلو كعب الأغصان، وتزدهر الأشجار، بما تحمل من ثمار الخير والعطاء.
حفظ الله الإمارات، وجعلها ذخراً للإنسانية، وسنداً لكل محتاج.
المصدر: الاتحاد