للإعلام كلمته التي تغدق على الحياة بثروة الوعي، وله صورته التي ترسم المعنى في طيات الفكر الإنساني.
عندما يحلق الإعلام بأجنحة المسؤولية، والالتزام الأخلاقي تصبح المجتمعات فضاءات ملونة بسحابات الحقيقة، وتصبح الأحلام صافية كأنها عين الطير، وتصير العلاقة بين الإنسان وأهدافه، كما هي العلاقة بين الماء العشب، وكما هي العلاقة بين الدم والجسد، وكما هي العلاقة بين البوصلة وسفن السفر الطويل، وكما هي العلاقة بين الحب والإنسانية التي تذهب إلى حقول الحياة، بضمير الحاضر المؤدلج بالعفوية.
الإمارات نهضت باكراً، قبل شروق شمس النهضة العمرانية، بأهمية أن يكون للإعلام أنامل من حرير، وعيون رموشها من أهداب الشمس، وأسماع معقودة بخيوط معجم الأبجدية.
واليوم، والإمارات ترفع الصوت عالياً، وهي تسدد النشيد باتجاه الأفق، وترسم صورة الواقعية كهدف ومسار ومساق اجتماعي وسياسي واقتصادي، نجد القيادة الرشيدة تضع الإعلام على أريكة التأمل، وتخصيب الوعي الاجتماعي بأعراف لا تزل، ولا تخل، ولا تمل من البحث عن الحقيقة، والحقيقة تكمن فيما ترسمه القيادة من رؤى ضالعة في حلم الأبدية، راسخة في الضمير الحي، شامخة كأنها الجذور في قلب التراب، يانعة كأنها النخلة النبيلة، يافعة كأنها وعي الصبا بأهمية أن يكون للحلم رموش إثمدها من معدن الأصالة، ومرودها يحف الجفون بكحل الفرح.
اليوم هناك في دولة الترياق والإكسير تسير السفن مسهبة في حب مشاغبة الموجة، كي لا تكسر الريح أنف الشموخ، وكي لا تنثني سارية الأهداف السامية.
في الإمارات نحن اليوم في دولة التحدي والصمود والإصرار والتصميم على متابعة القوافل السير على صهوات الرمال العالية، وكبح جماح الترهل والكسل، وليس أدل على ذلك إلا هذا النشيد الجميل، يخرج من ثنيات قصائد الجمال، مرسومة على كل جدار من جدر النهضة المباركة، لذلك، ولكي تستمر المسيرة بعنفوان وانتشاء، كان لا بد من صوت يرفع النغمات عالياً كي يسمع من به صمم، وكي ترسخ دولتنا تفوقها، وامتيازها، واستثنائيتها، وجمالها، وحسن تصويرها، وصورتها، وحتى لا تفر طيور الحقيقة من أقفاصها، وتغرد خارج السرب، كان لا بد من معايير، ترسم الخطوط السوية لأصوات نحتاج إلى ترانيمها، ونحتاج إلى جهودها، لأنها الخط الموازي للعمل اليومي، وللمشاريع العملاقة التي تسير بخطوات واسعة الخطى، والتي تبهر كل من لدية نظر، وكل من يملك القدرة على استيعاب ما تقوم به الإمارات، من شق عباب الممكنات، وكذلك المستحيلات، من أجل غدٍ يشرق بالمزيد، ومن أجل حلم يزهو بما تقدمه الذهنية الفذة، لشعب آمن أنه الشعب الاستثنائي، يمضي ضمن أهداف وضعتها قيادة فريدة، لا تقف طموحاتها عند حد، ولا تنظر إلى الحياة إلا أنها طريق مفتوح نحو المجد، وبلا حدود.
المصدر: الاتحاد