طرش البحر

آراء

في مقابلة حديثة نُشرت في إيلاف، عبّر الإعلامي السعودي اللامع جمال خاشقجي عن امتعاضه من عنصرية بعض السعوديين ضد أهل الحجاز ونعت بعض الأسر الحجازية بـ”طرش البحر”. ولا داعي هنا -أصلاً- لتفنيد هذه العنصرية لأن ذلك قد يدخلنا في باب التبرير. لا يمكن أن نعطي أي تبرير لأي شكل من أشكال العنصرية. ما يهمني هنا -وسبق أن طرحته عبر هذه الزاوية- هو التذكير بضرورة وضع قوانين تحرم وتجرم كل أشكال العنصرية في مجتمعنا. أما إن تركنا المسألة لوعي الناس وارتقائها عن هذه “البغيضة” التي تهدد وحدتنا وتنتشر بيننا مثل النار في الهشيم فلابد لي من القول: ما أطولك يا ليل!

من يصف أي إنسان بطرش البحر فإنما يمارس عنصريته بكل وقاحة. هذه -في عرف المجتمعات المتحضرة- جريمة، وبما أنها كذلك فإن القانون يحرمها ويوقع العقوبة على مرتكبها. لا يخلو أي مجتمع من عنصريين، والعنصرية لها ألف شكل، وهي أولاً وآخراً مرض خطير قد يتحول سريعاً إلى وباء تصعب السيطرة عليه. ولهذا فإن علاج هذا الوباء أن نحاصره قبل أن يستفحل. الحل في وضع قانون صريح ضد العنصرية بكل أشكالها.

كتبتها من قبل هنا: تحبني أو تكرهني هذا شأنك وحدك. تعتقد أنك الأنقى والأرقى هذا لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد. احتفظ بعنصريتك بينك وبين نفسك. ومجد نفسك وجدك العاشر من دون أن تزدري غيرك، لكن حينما تؤذي غيرك بالقول أو الفعل عندها لا بد أن نحتكم لقانون صريح وواضح يوقفك عند حدك ويكشف لك مرضك لتواجه حقيقتك: عنصري بامتياز!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٣٧) صفحة (٢٤) بتاريخ (٠٥-١١-٢٠١٢)