شاهدت للتو على اليوتيوب فيلم «الكروة» للمخرج الشاب بدر الحمود وفريقه في «عزبة التائبين». وكنت قبل المشاهدة في اجتماع مع شابين سعوديين قدما من الرياض لعرض فكرة إبداعية جديدة. لعلها مصادفة جميلة أن يحدث اللقاء في ذات اليوم الذي شاهدت فيه «كروة». فالنتيجة واحدة: نحن أمام جيل صنع خطابه المختلف بنفسه.
أكاد أسأل أحياناً: من أي كوكب جاء هؤلاء المبدعون؟ أم إن المبدع يفجر طاقاته الإبداعية في أجواء الضغوط وزحمة العقبات؟ لدينا اليوم قائمة طويلة بأسماء شابة في غاية الإبداع. هؤلاء لم يلدوا من رحم حاضنات الدعم الحكومي. لقد أتاحت لهم تقنيات الاتصال الجديدة منابر اكتشفنا من خلالها مواهبهم وقدراتهم الإبداعية.
أحياناً أسأل: هل نشكر الجهات الرسمية على تجاهلها هذه المواهبَ الإبداعية؟ ومبرري هنا هو: ظني أن الدعم الرسمي لهذه المواهب قد يخنق إبداعاتها أو يسجنها في قوالب الإنتاج التقليدي التي تجاوزَها شبابنا اليوم. لكن هذا لا يعفي من البحث عن طرق أخرى نضمن عَبرها دعماً حقيقياً لمواهبنا الشابة، على الأقل في بداية ظهورها، دونَ التدخل في إبداعاتها.
دعوا هؤلاء الشباب يُطلقون عنان إبداعاتهم دونَ وصاية أو تخويف. ولهذا أقترح تأسيس حاضنة دعم لإبداعات الشباب خارج بيروقراطية الجهاز الرسمي، لعلها تسهم في دعم المواهب الشابة. هذه الحاضنة يمكنها أن تقدم الدعم المالي المطلوب، وتؤسس شبكةَ تعاون بين المبدع والقطاع الخاص، وبين المبدِع والمؤسسات التي يمكن أن تسهم في تسويق أعماله.
إبداعات شبابنا على اليوتيوب وغيرها من برامج وقنوات التواصل الاجتماعي تشكل اليوم ظاهرة إيجابية للمجتمع السعودي. بل أستطيع وصفها بالقوة الناعمة القادمة للمجتمع السعودي. أما صرف الميزانيات الضخمة على الأفكار والمشاريع التقليدية والقديمة فإنما يشكل هدراً للموارد، أو كمن يرمي مِن خلف الصفوف!
هل نتعلم من «كروة» ومن «عزبة التائبين»؟!