كاتب سعودي
جاء عمار بوقس بعد أن قهر المستحيل، ليكشف بعضاً من عوارنا وتجنينا على أنفسنا وأهلنا، بعد أن رفضنا أن نعتبره واحداً منّا وهو الذي أصر على أن يفعل ذلك، وحقق أعلى درجات التميز من أجل أن يكون بيننا.
حقق عمار ما يتعدى المستحيل، وحصل على الأول على دفعته في الدراسة الجامعية، وهو أكاديمياً يعني أنه يستحق أن يكون معيداً في الجامعة، لكن جامعة الملك عبدالعزيز، حيث تخرج، رفضت قبوله معيداً.
وتحدث مخرج فيلمه بدر الحمود عن قصة تندى لها الجبين، حين أراد عمار أن يقابل مدير الجامعة قبل شهر رمضان، لكن مدير مكتبه اعتدى عليه لفظياً وطرده، وكاد أن يقع أرضاً، ذلك الإنسان الذي لا يتحرك فيه سوى لسانه.
وخرجت قبل أيام قصة أخرى مع الشيخ الداعية محمد العريفي، أكدها معد في برنامج تلفزيوني حين قال إن العريفي رفض ظهور عمار بوقس في برنامجه «مسافرون»، ولو صدقت هذه الرواية فإن وزرها عظيم على العريفي الذي راح يثني على عمار بعد أن شاع فيلمه.
خذلنا عمار وأنصفه الإماراتيون، فكان الشيخ محمد بن زايد أول المتفاعلين مع قضيته وحالته، وأمطره بسيل من الاتصالات، ثم جاء الدور على حمدان بن محمد بن راشد، فاستقبله في بيته وحقق حلمه في أن يكون معيداً في جامعة دبي ووعد باستكمال مسيرته العلمية والعلاجية.
شكراً عمار على وجودك بيننا وإصرارك على أن تعيش الحياة التي أنت تريدها لا الحياة التي يريدونها لك، وشكراً بدر الحمود، فقد قلبت الصفحة فعلاً.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٨٠) صفحة (٧) بتاريخ (٠٩-٠٩-٢٠١٢)