ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

في «هالحر»

آراء

– بصراحة الواحد ما يعرف شو يمكن يكتب في هالحر، لو يغطسونك في «بالدي» بارد، ما ظهرت منك جملة مفيدة أو يمكن إعرابها أو تسعف الناس في هذا الحر واللغط والصهد.

– تصور في هالحر تكون ماشياً ملتمساً برودة «المول»، ويتم يتلقاك بائعو العطور التقليد، اللابدين في كل زاوية، ويريدون ينشقونك من عطورهم في هذا الحر الواهي.

– في هالحر تصور «يبنجر» بك «تاير» السيارة الساعة ثلاث إلا ثلث عند الميناء، وفي زحمة شاحنات، والناقلات التي تفح هواء ودخان في الوقت نفسه.

– في هالحر يصادفك شخص متلبس بالكذب الخفيّ، ولا تعرفه أصلاً، لتعرف مشاكله، ويطلب منك في تلك القائلة، وفي كتمة مواقف السيارات، المنعدم فيها الأكسجين، مع رائحة احتراق عجلات السيارات على تلك الأرضية المنزلقة، ويتجرأ ذلك السائل في هذا الحر، في الموقف الغلط أن يلمح إلى قرض.

– في هالحر، وأنت تفكر بالهروب أو السفر لجهة فيها لو مهيبّة باردة وقت الضحى، وتأتيك مكالمات لا تسأل عن صحتك، ولا عن مشاريعك، ولا ما هي ظروفك في هذا الحر، وتبدأ بالشكوى … تلك التي عليها أقساط مدارس متأخرة، والذي ما دفع إيجار الشقة من خمسة أشهر، وآخر أنهوا عقد عمله هذا الصيف، وأنت في حالة ضرب وقسمة وجمع وطرح للهروب بأي طريقة من هالحر.

– في هالحر يمكن أن تتحمل أي اتصال من أي شخص، إلا موظف شركة التأمين ومشاريعه غير الواضحة، والتي كلها لصالح شركته المتعثرة أو اتصال من محاسب لم يجد عملاً مستقراً، والآن يمارس أعمالاً على الهواء مباشرة، ويريدك أن تستثمر في محفظته المالية الوهمية أو تتداول عبر التجارة الإلكترونية، وبعملاتها المشفرة الجديدة، والذي يدعي أنه يمكن أن يكون مستشارك المخلص، ويزيد من مدخولك الشهري، لكن بعد أن يأتي على كل الذي متذخر به تحت «الدَجّة».

– في هالحر ممكن أن تتحمل أي منظر، لكن منظر امرأة ترتدي ثوباً عنابياً غامقاً ساعة ما قبل العصر أو أحمر يلمع مثل حطبة جمر حَزّة الظهر، لا.. وما يسدها ذلك، هناك كميات طينية من المكياج على بشرة دهنية، وأحمر شفاة تقول عُرف ديك، كل هذا في هالحر، اعتقد ترا وايد، ويمكن ما يخليك حتى تتنصخ.

– في هالحر، وتشوف واحداً يغازل، ولابس نظارة سوداء «بنمرتها» الذهبية، وأكيد «مخباه فاضي»، ونقاله بشريحة مسبقة الدفع، وعافد في نشّبَه مع فتاة مستواها التعليمي بالتأكيد أعلى منه، وتلقاها خارجة من محلات «المول» التي في جهته الجنوبية متبضعة للسفر بفواتير لا يستطيع قراءة أرقامها بتلك النظارة السوداء أم «نمرة» ذهبية.

– في هالحر، بصراحة الواحد ما يعرف شو يمكن أن يكتب، لكن سامحونا، ترا مب منّا، من هالحر!

المصدر: الاتحاد