دعا قادة الاتحاد الأوروبي أمس السبت، في الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد في روما، إلى احتواء الخلافات والانتقادات الموجهة للتكتل حتى يستطيع البقاء كيانا موحدا، وحذروا من تفكك الاتحاد في مواجهة الأزمات التي تعصف بالقارة والعالم، فيما اجتاحت تظاهرات تأكيد الولاء للوحدة غالبية العواصم الأوروبية بالتزامن مع احتفالات ذكرى ميلاد التكتل.
وقبل أربعة أيام من تقديم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أوراق انسحاب بلادها في ضربة غير مسبوقة للتكتل أشاد قادة الدول الأعضاء بالسلام والرخاء الذي تحقق على مدى الستين عاما وتعهدوا بتعزيز الوحدة التي تأثرت بأزمات إقليمية وعالمية.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إلى تجاوز الخلافات السخيفة بين الدول الأعضاء وقال «توقفنا في مساراتنا وأثار ذلك أزمة تمثلت في رفض الرأي العام لنا».
لكن الجدل الدائر منذ أيام بشأن صياغة إعلان روما المؤلف من ألف كلمة والتأكيد المنتظر من ماي بالانسحاب واحتشاد عشرات الآلاف من المتظاهرين خلف صفوف الطوق المشدد الذي فرضته الشرطة حول قصر كامبيدوليو كانت كلها تذكرة بالتحديات التي تواجه إبقاء 27 دولة على مسار مشترك.
وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه يجب أيضا على الاتحاد أن يعالج شكاوى أجيال ترى أن الحرب صفحة يطويها التاريخ. وقالت للصحفيين «علينا أن نهتم في المستقبل وفي المقام الأول بمسألة الوظائف». وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر «اليوم نجدد عهودنا ونعيد التأكيد على التزامنا باتحاد غير منقسم وغير قابل للانقسام».
وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من شيوع انطباع بأن الاتحاد الأوروبي كيان يقتصر على القواعد التنظيمية وقال «لماذا نفقد الثقة في الهدف من الوحدة اليوم؟ هل لمجرد أن هذا أصبح واقعنا؟ أم لأننا مللنا وسئمنا؟».
ووقع قادة كل الدول الأعضاء السبعة والعشرين إضافة إلى رؤساء مؤسسات الاتحاد على إعلان يختتم بالقول «اتحدنا من أجل الأفضل. أوروبا مستقبلنا المشترك».
المصدر: الخليج