رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
كان بالإمكان أفضل بكثير مما كان، والإمارات وصلت إلى مستوى من التطوّر البشري والتقني ما يجعلها تقدم الإبهار بكل معانيه، خصوصاً أن الحدث هو افتتاح كأس آسيا، وهو حفل قاري ينتظره العالم، وشاهده أكثر من 300 مليون نسمة وفقاً للتقديرات.
ما شاهدناه هو حفل جيد لو كان في دولة أخرى غير الإمارات، لكنه بمعايير ومستوى وتطوّر الإمارات لم يكن كذلك، بل إننا شاهدنا إبهاراً وإبداعاً واستخداماً مذهلاً للتقنية في مناسبات عديدة نظمتها جهات مختلفة داخل الدولة، أجمل وأرقى وأفضل بكثير مما شاهدناه في حفل افتتاح كأس آسيا أول من أمس.
في مثل هذه المناسبات الرياضية العالمية، تغتنم الدول الفرصة لإيصال رسائل التطوّر والتقدم التي تمر بها، للعالم أجمع، من خلال تعمُّد سياسة الإبهار في الافتتاحات الرسمية، ومن خلال هذه الافتتاحات تتنافس الدول في إطلاق الأفكار الجديدة، والتقنيات الحديثة، والإبداع الفكري والبصري والميداني لتلفت وتجذب انتباه العالم، وتحبس أنفاس ملايين المشاهدين، فهي فرصة ترويجية ودعائية لا تُعوَّض، وهي إثبات للحضور العالمي والسمعة العالمية.
ما حدث هُنا لم يكن في هذا الإطار، كان حفلاً متواضعاً من حيث الإمكانات التي عرضت، والتقنيات التي اختفى ظهورها، وطغت الأغاني على جل فقرات حفل الافتتاح، حتى أصبح كأنه حفل غنائي لا حفل افتتاح بطولة قارية مهمة، وأعتقد أن الحضور والمشاهدين من جنسيات غير عربية أصيبوا بالدهشة، لأنه لا يوجد عملياً ما يجعلهم ينجذبون للحفل!
الأهم من ذلك، أن لكل حفل افتتاح فكرة ورسالة تقدمها الدولة المنظمة، وهذا ما لم نلمسه في حفل افتتاح كأس آسيا هُنا، فالفكرة غائبة، أو على أقل تقدير غير واضحة، والرسالة غير مفهومة، وكان من الأفضل لو تمحورت فقرات الحفل بشكل أو بآخر حول رسالة التسامح التي تنشرها دولة الإمارات، خصوصاً أن العام الجاري 2019 هو عام التسامح في الإمارات، وكان من الأجدر أن نثبت هذا الأمر في أذهان الـ300 مليون نسمة الذين شاهدوا الحفل.
لا نقلل من جهود أحد، ونثمن ونقدر جهد كل من اجتهد، لكن الإمارات عودتنا، وعودت العالم دائماً الأفضل والأجمل في كل شيء، وعودتنا وعودت العالم الإبداع والإبهار والرقي، وأعتقد أن الجميع كان ينتظر حفلاً مبهراً متطوراً مملوءاً بالفقرات التكنولوجية المبتكرة التي تعكس توجه ومكانة دولة تعشق الابتكار، وتتجه نحو الذكاء الاصطناعي، وتستعد للذهاب إلى المريخ.
كنا ننتظر مفاجآت تجعلنا نعيش الفرق بين الإمارات 1996، والإمارات اليوم، لا أن نعيد فقرات من افتتاح نظمناه قبل 22 عاماً، لا يوجد أبداً ما يبرّر ذلك.
المصدر: الإمارات اليوم