ينعقد حالياً مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته الـ26، ويرمز إليه بالحروف COP 26، وهي اختصار Conference of Parties أي مؤتمر الأطراف، وهو مؤتمر دولي بشأن التغير المناخي، حيث يجتمع رؤساء الدول والقادة السياسيون لمناقشة العمل بشأن تغير المناخ، ويتم استضافة المؤتمر كل عام من قبل دولة مختلفة لضمان تمثيل جميع المناطق.
هذا العام تتشارك المملكة المتحدة مع إيطاليا في المؤتمر الرئيس الذي سيعقد في مدينة غلاسكو بأسكتلندا. وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) لعام 1992، تلتزم كل دولة بموجب المعاهدة بتجنب تغير المناخ الخطير، ويجب أن تعمل كل الدول من أجل إيجاد طرق للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم بطريقة منصفة. وتعتبر الاجتماعات السنوية هي وسيلة للمساعدة في تحقيق ذلك بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. ومن المتوقع أن يحضر نحو 25 ألف شخص تلك الفعالية المهمة التي تنعقد عليها الآمال، فما الذي يأمل سكان كوكب الأرض في تحقيقه؟
سيناقش قادة العالم كيفية تسريع العمل نحو تحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث التزمت الدول باتخاذ خطوات للحد من التسخين العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، وأن تعمل الدول على عودة درجة الحرارة لما كانت عليه قبل عصر الثورة الصناعية أو أعلى بدرجة بسيطة.
لذا، فقد تم الاتفاق على أهداف وطنية ويتعين على البلدان العودة كل خمس سنوات بالتزامات جديدة. تأمل الشعوب في رؤية تلك الأهداف تتحقق في الوقت المناسب كنتيجة لقرارت جدية، وأفعال تنتج عن مؤتمر المناخ 26، ويقدر العلماء أنه يجب خفض الانبعاثات بنسبة 45٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010. من هناك يجب أن نصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وستكون هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان حصول العالم على فرصة جيدة للبقاء ضمن عتبة 1.5 درجة مئوية. ونقطة الانبعاثات الصفرية تسمى Net Zero، حيث هي النقطة التي يتساوى فيها حجم الانبعاثات الحرارية مع الآليات التي تقلل من أثر تلك الانبعاثات، مثل التشجير والمبادرات الهادفة لتقليل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون.
إن أحد الجوانب الكارثية لارتفاع درجة حرارة الكوكب، هو تهجير عدد كبير من البشر بسبب تصحر أو احتراق بيئتهم، والأمثلة ليست ببعيدة، فالحرائق الهائلة في غابات الأمازون والجزائر واليونان والكثير من بلدان العالم تدق ناقوس الخطر بأن نطاق الحرائق قد يتوسع ليصل كل المناطق، حتى يصل بيوتنا، وإن كان كوكب الأرض هو بيتنا الكبير.
ومن لن تصله الحرائق سيصله الطوفان أو الفيضان، فبسبب ارتفاع درجات الحرارة ذاب الجليد وارتفعت نسب المياه وغمرت الكثير من أرجاء المعمورة. فهل ينقذ هذا المؤتمر أرضنا حتى تظل معمورة أم تضيع الفرصة.
بحسب موقع «إيرث ووتش» يتعين على البلدان المتقدمة جمع 100 مليار دولار لتمويل الخطوات اللازمة لتحقيق هدف «نت-زيرو»، كما تحتاج الدول الى العمل معاً لتحقيقه، ولابد من تسريع التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني لتحقيق أهداف مؤتمر المناخ.
• الكثير من بلدان العالم تدقّ ناقوس الخطر بأن نطاق الحرائق قد يتوسع ليصل كل المناطق، حتى يصل بيوتنا.
المصدر: الامارات اليوم