رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
هو ليس نظام الحمدين، هذه التسمية ليست دقيقة بشكل كامل، إنه نظام الحمد الواحد، حمد بن خليفة، هو وحده المتحكم والمتفرد بالسلطة في قطر، وهو من يحيك المؤامرات، ويخطط للدمار، وهو الذي يدير كل شيء، ويحرك كل شيء، منذ 27/6/1995، وحتى هذه الساعة، هو المتعنت، وهو المعرقل، وهو الذي يحاول بشتى الطرق إرضاء غروره لتغطية حاجة في نفسه المريضة، المُصابة بعُقد النقص!
لا نعفي البقية من مسؤولية دمار الوطن العربي، والإضرار بالدول المجاورة، وإلحاق الضرر البالغ في العلاقات الخليجية، لكنهم لا يعدون كونهم دُمى يحركها الحمد الواحد كيف يشاء، فهو يدير قطر كما يدير شركته الخاصة، والحمد الثاني ما هو إلا مدير تنفيذي يُنفذ أوامر وتعليمات رئيسه، وهو دون شك يخلص ويجتهد، وينفذ الأوامر بشكل جيد وبحماسة زائدة على اللزوم، لكسب رضا ومباركة الرئيس التنفيذي للشركة!
معنى ذلك ببساطة أن السياسة القطرية الخبيثة لن تتغير أبداً، طالما بقي حمد بن خليفة يعمل من خلف الستار، إذ ستظل المؤامرات تحاك، وستظل المُكابرة القطرية مستمرة، وستتزايد الإساءات للجيران، والتدخل السافر في شؤون الدول القريبة والبعيدة، وبشكل أسوأ مما مضى أيضاً، فكل يوم يمر عليه يزيده غروراً وخبالاً، ما يعني باختصار أن الأزمة الخليجية مستمرة، ولا مؤشرات لحلها في المستقبل المنظور مع وجود نظام الحمد الواحد في قطر!
هناك إحباط واضح في الموقف القطري تجاه دول المقاطعة، لأنها كانت تعتقد أن الظروف الدولية والأحداث المختلفة ستلعب دوراً في حلحلة الموقف الرباعي من قطر، أو على أقل تقدير قبول دول المقاطعة بالتنازل عن بعض الشروط التي وضعوها لحل الأزمة، ولأن ذلك لم يحدث، أدرك نظام الحمد أنه يصعب تماماً تغيير الموقف السياسي لدول المقاطعة، وأدرك كذلك أنها لم تعد تُعير نظامه الاهتمام، وكذلك الحال مع الدول الكبرى والنظام الدولي، فهي لديها ما يشغلها أكثر بكثير من شأن دويلة صغيرة، لذلك بدأت تتبع استراتيجية صُراخ الطفل، في محاولة للفت الانتباه، وهي لا تجيد إلا الصراخ والصياح بصوت عالٍ!
هذه السياسة ترجمها حمد بن خليفة، عبر تعمد رفع القضايا والشكاوى ضد دول المقاطعة في المحافل والمنظمات الدولية، وهو يدرك أنها غير فاعلة، ولن تشكل ضغطاً على دول المقاطعة، لكنه يريد فقط الصراخ ولفت الانتباه الدولي والعربي، لأن الجميع لم يعودوا يهتمون بأمر بلاده!
حمد بن خليفة أحرق جميع سفن المودة والأخوة، ولم يُبقِ منها على شيء، وتمادى في إلحاق الضرر بالوطن العربي بشكل عام، وبسمعة ومكانة دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، ما يجعل إمكانية تحقيق انفراج في الأزمة الخليجية صعباً جداً، إن لم يكن مستحيلاً مع بقائه في ممارسة الأعمال الخبيثة من خلف الستار، فالجميع يعرف أنه لم يغادر السلطة، ولن يغادرها طائعاً، هو هكذا، وسيبقى هكذا، وتالياً لن يتغير موقف دول المقاطعة من النظام القطري، وكلّ طرف اختار دربه وطريقه.
المصدر: الإمارات اليوم