للشباب الكلمة الفصل، ومن يقتنص الفرص يقف على قمة الهرم، ومن يترك المياه تتسرب إلى فراشه فلا بد وأن تفوته فرصة الوصول إلى آخر النفق.
اليوم ليس كالأمس، اليوم تتفجر الأنهار من تحت الأقدام بالماء الزلال، ومن يرغب أن يسقي عشب الحياة عليه فقط أن يملأ دلو الأهداف بإرادة أصلب من الصخور الصلدة، وأن يتوجه إلى حيث تكمن الفرص، ولا ينتظر مجيئها، لأنه إن فعل ذلك فسوف يتلقفها سواه، ويسبقه في التحالف مع الفرص واغتنامها بجرأة، ومن دون تردد وانتظار متى يُسجِي البحر، ويغمر الشواطئ بمراكب الحادبين ليلاً ونهاراً.
هذه كلمات جاش بها قلب صاحب القلب الكبير، فارس الكلمة ومروض الأهداف، هذه كلمات فاه بها صاحب البوح الصريح والمباشر، ومن دون مواربة ولا رمز، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهي الكلمات التي تضرب في صميم المعنى الوطني والإنساني، والتي تبعث على الفخر عندما يقول للشباب (إن بلادك ملأى بالفرص ولا تنتظروا)، هذا نداء من القلب، وهذا بوح يحمل في طياته الثقة الكاملة بدولة تتمتع بخيرات الله، والفرص فيها سانحة فقط للذين يستيقظون قبل غيرهم، ويتوجهون نحو ميادين العمل، ويحملون في صدورهم طموحات أوسع من المحيط، وتطلعات أعلى من قمم الجبال، هؤلاء فقط الذين سيحققون الأهداف، أهداف الوطن في الرقي والتطور والانتماء إلى مصاف دول العالم الكبرى.
لا يأس مع الحياة، وبداية المجد تبدأ بخطوة، وكل من يوسع في الخطوات يصل أولاً ويحقق مراميه وينجز مشاريعه بثبات وقوة ونجاح.
هذه هي سنة الحياة، وهذا قانون الحقائق المشروطة بالدأب والعمل وعدم التوقف، لأن الحياة نهر لا توقفه الصخور الواقفة عند الضفاف، والحياة تحتاج إلى بصر وبصيرة، ومن لا يؤمن بقدراته يصبح بين حفر الإحباط، يصبح بين فكوك اليأس، واليوم الإمارات بفضل القيادة الرشيدة تنجز مشاريعها العملاقة بسواعد وعقول شبابها المنفتحين على الأمل، الذاهبين إلى التفاؤل بقلوب كأنها صفحات الشمس المشرقة، هؤلاء هم الذين يتكئ على أكتافهم وطن الاستثناءات والفرادة والنبوغ وبلاغة المعطى وحصافة المنجز، وفصاحة المشاريع التي أسمعت من به صمم.
الشباب هم أعمدة الخيمة، وهم سقفها، وهم ظاهرها وباطنها، هم الظل والخل الوفي، هم أغنيات الصباح على شفة النخلة المبجلة، هم نشيد الموجة وهي توشوش في أسماع الصيادين والغواصين، الشباب هم المنطقة الخضراء في حياتنا، هم الساحل والكاحل، هم رائحة الهيل في قهوة العابرين لبراري التعب، الشباب هم ابتسامة النهار ساعة تحدت أهداب الشمس على العيون الحور ومكحلات الرموش.
الشباب الذخر والفخر، هم كل ذلك لأنهم من فلذة الكبد نهلوا من نعيم المحبة.
المصدر: الاتحاد