كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
سمعنا كثيراً وقرأنا وما زالت الأخبار تردنا عن التطور التقني وحقبة الذكاء الاصطناعي، وأنها ستلغي الكثير من الوظائف، وهذا الكلام لا غبار عليه، بل إننا بدأنا نلحظ مثل هذه التحولات، لأن هناك وظائف فعلاً تقلصت بل تلاشت، وهي عملية مكررة تحدث مع كل تطور تحققه البشرية، فليس الأمر منوطاً بحقبة الذكاء الاصطناعي وحسب، بل أنها حالة مكررة، وحدثت مراراً خلال تاريخنا، على سبيل المثال عند بداية الثورة الصناعية، ودخول المكينة البخارية، أدى ذلك إلى تسريح الكثير من العّمال وأغلقت مجالات عملهم، لأن هذه المكينة تمكنت من احتلال مواقعهم، والحال نفسه حدث في مجال النسيج والخياطة والكثير من المجالات الزراعية، عندما اخترعت آلات النسج واستبدلت الحيوانات مثل الخيول والثور بالحراثة الجرارة وأدخلت المعدات الزراعية، فأصبح الحقل الذي كان يتطلب نحو 10 مزارعين، لا يحتاج إلا لمزارع أو اثنين لأداء نفس العمل، عندها تم الاستغناء عن الكثير من العمّال وتم تسريحهم.
اليوم نشهد نفس الحال وكأن السيناريو يتكرر، عند دخول حقبة الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاتصالات الحديثة، ونحن نشاهد أن هناك وظائف كاملة ألغيت أو في طريقها للتلاشي التام. لكن الذي لا يتم الحديث عنه هو الوظائف التي ولدت من رحم مثل هذه التطورات، وأقصد أن تشغيل هذه التقنيات والأجهزة الذكية يتطلب مهارات وفنيين على درجة من التدريب والتعليم، هذه هي الوظائف المستقبلية التي يجب إعداد أطفالنا لها منذ الآن، ومن أهم متطلبات هذه الوظائف الإلمام والتعلم في الرياضيات والعلوم على مختلف مجالاتها، لذا من الأهمية أن يكون التعليم مبنياً على هذه الاحتياجات المستقبلية. ويبقى دور كل من الأم والأب حيوياً وهاماً، حيث يمكن إدخال الأبناء في دورات تدريبية وعملية ومعرفية في هذه المجالات منذ نعومة أظفارهم؛ أعتقد أن الاهتمام بتنمية معارف ومهارات أطفالنا بمثل هذه التقنيات من خلال التدريب العملي خير تعليم وأفضل إعداد للمستقبل.
المصدر: الرؤية