ماذا يريدون وماذا نريد؟

آراء

الصينيون يبدون مدركين ماذا يريدون من العالم العربي. فهمّهم الأول الاقتصاد. ومثلما اكتسحت استثماراتهم القارة الإفريقية فطموحهم أن ترتفع نسبة التبادل التجاري بينهم وبين العالم العربي. وحينما تتحدث مع أي مسؤول صيني تكاد تشك أنه يظن أن العالم العربي دولة واحدة.

في كثير من الحوارات والكلمات التي شهدتها خلال الأيام الماضية في الصين استمعت لمسؤولين صينيين يلحون في تأكيد رغبتهم في الاستثمار اقتصادياً في العالم العربي. وخلال فعاليات المعرض التجاري والاستثماري الدولي الذي صاحبه الملتقى التجاري الاقتصادي الثالث للصين والدول العربية، كان الصينيون واضحين في التعبير عن خططهم ورؤاهم لعلاقاتهم التجارية مع العالم العربي.

تحدث وزراء ومسؤولون عرب كثر في الملتقى. ولم أفهم ماذا يريدون من الصين؟ تحدثوا عن العناوين من دون تفاصيل. قالوا إنهم يرحبون بمبدأ الاستثمار الصيني في بلدانهم، لكنهم لم يشرحوا إن كانت بلدانهم مهيأة للاستثمار الأجنبي. ولا أظنهم يستطيعون نصح رأس المال العربي كيف يستثمر في الصين.

الصينيون يعملون اليوم مثل خلية النحل من أجل الحفاظ على نمو بلادهم الاقتصادي. وهم يروّجون لمشروعاتهم الاقتصادية بذكاء خارق. ففي الوقت الذي ينعقد فيه منتدى الاقتصاد العالمي في مدينة تيانجين الصينية، تستضيف مدينة ينشوان المعرض التجاري والاستثماري الدولي 2012 – الصين.

تشعر أن الصينيين، في فعالياتهم وحواراتهم، يعملون بروح الفريق الواحد. رسائلهم واضحة وموحدة. حتى ممثلو القطاع الخاص يشعرونك بأنهم يعملون بتناغم مع سياسة حكومتهم الاقتصادية. ولديهم عزيمة واضحة لأن يصبح اقتصادهم رقماً فارقاً في حراك العالم الاقتصادي.من هنا أكرر دعوتي لتكثيف البعثات الطلابية الخليجية إلى الصين.

ليس المطلوب من شبابنا فقط دراسة هندسة النفط والغاز، ولكن أيضاً –ومماثلاً في الأهمية– نحتاجهم لدراسة وفهم الثقافة واللغة الصينية. وعلينا فعلاً أن نعرف ماذا نريد نحن من الصين قبل أن نفهم ماذا تريد منا الصين!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٨٥) صفحة (٢٨) بتاريخ (١٤-٠٩-٢٠١٢)