عندما تتعطل الطابعة أو تواجهنا مشكلة في استخدام التكنولوجيا، نتصل مباشرة بالدعم الفني، فيقوم متخصص بحل المشكلة، سواء عن بُعد أو في المكان نفسه.
إن خصائص مثل هذا الشخص، وإمكانية العثور عليه، تفتح نقاشاً مثيراً للاهتمام حول مستقبل الدعم الشخصي، وفي الوقت الحالي يساعد الذكاء الاصطناعي إلى حد ما، لكن مهما بلغ تطوّر التكنولوجيا سنظل في حاجة لبعضنا بعضاً، وسيظل الإنسان بحاجة لأخيه الإنسان. فما هي خصائص هذا الداعم الشخصي! ينبغي أن يمتلك متخصص الدعم الشخصي قاعدة معرفية واسعة ومتعددة الاستخدامات، ويتمتع بمهارة عالية في التكنولوجيا، التمويل، الصحة، وعلم النفس، وحتى المسائل القانونية الأساسية، وتمتد خبرته من استكشاف أخطاء الكمبيوتر وإصلاحها، إلى تقديم إرشادات بشأن التمويل الشخصي، أو المسائل الصحية، وينبغي أن يكون التعاطف والذكاء العاطفي في صميم مجموعة مهارات هذا الداعم الشخصي. لن يقوم هذا المحترف بحل المشكلات فحسب، بل سيوفر أيضاً الدعم العاطفي والتشجيع، ما يجعله مصدراً للراحة والثقة، حيث إن مهارات الاتصال لديه ذات أهمية قصوى، ويكون هذا الفرد صبوراً ومستمعاً جيداً وقادراً على تعديل أسلوب التواصل الخاص به ليناسب الشخصيات والمواقف المختلفة.
يتمكّن الداعم الشخصي من التعامل مع كل قضية بمنظور جديد، ويفكر خارج الصندوق لإيجاد حلول مبتكرة. كما أن قدرته على تحليل المواقف وتحديد المشكلات الأساسية والتنبؤ بالآثار المحتملة من شأنها أن تمنع المشكلات قبل ظهورها. إن العثور على مثل هذا المحترف أمر صعب، ولكنه ليس مستحيلاً، يمكن العثور على هؤلاء المحترفين من خلال الشبكات المهنية أو المنصات المخصصة لخدمات الدعم الشخصي. هل يمكن أن يكون هذا حقيقة؟ نعم هناك أشخاص لديهم تلك القدرات، وهناك منتديات ووكالات متخصصة مهمتها المساعدة في العثور على هؤلاء الأشخاص الفريدون من نوعهم، وبالطبع لو أن لدينا في محيط معارفنا مثل هذا الشخص، فإن لدينا كنزاً ثميناً. كما يمكن في المستقبل أن تكون هناك مؤهلات أكاديمية متاحة لإعداد مثل هؤلاء الداعمين، خصوصاً أن هناك مؤهلات حالياً بالفعل في الإرشاد النفسي والوظيفي والأسري، وتقدم الكثير من الجامعات مثل تلك المؤهلات ولكن في تخصصات محددة، ولم يتوافر بعد المؤهل الأكاديمي الذي يجمع كل ذلك.. فلنرَ ما يخبّئ لنا المستقبل.
المصدر: الامارات اليوم