استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفد «الأولمبياد الخاص الإماراتي». وهنأ سموه الوفد ــ خلال اللقاء الذي جرى في قصر البحر ــ بحصول الأولمبياد على «جائزة» المجتمع الصحي لعام 2021 «التي يمنحها» الأولمبياد الخاص الدولي «للدول التي تطبق البرنامج الذي يحمل الاسم نفسه«المجتمع الصحي»، مثمناً جهود كل من أسهم في تحقيق هذا اللقب».
وقال سموه: «إن الاهتمام بأصحاب الهمم وتقديم الرعاية المتكاملة وفق أعلى المعايير العالمية، يأتي ضمن جوهر خطط الدولة وبرامجها لتمكينهم، لكي يصبحوا منتجين ومساهمين في خدمة بلدهم، فهم جزء أصيل وأساسي من مكونات مجتمعنا ودعمهم ورعايتهم مسؤولية وأمانة».
يأتي هذا الإنجاز تقديراً لالتزام «الأولمبياد الخاص الإماراتي» بتحسين نوعية حياة أصحاب الهمم لتصبح الإمارات الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحقق هذا اللقب في عامها الأول من تنفيذ البرنامج.
وأشاد الأولمبياد الخاص الدولي بالتزام دولة الإمارات بتصميم برنامج «المجتمع الصحي»، وتنفيذه بهدف تأسيس مجتمع دامج تتوفر فيه خدمات رعاية صحية شاملة وعالية الجودة لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية.
وصمم الأولمبياد الخاص الدولي برنامج «المجتمعات الصحية» بالتعاون مع مؤسسة جوليسانو، لمعالجة المشكلات الناجمة عن التفاوتات والفروق في مستوى الخدمات الصحية المقدمة إلى ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية في جميع أنحاء العالم، من خلال تقديم حلول مجتمعية فورية وطويلة الأجل وتوفير التعليم الوقائي وبرامح تدريب للمتخصصين في قطاع الرعاية الصحية، لتعزيز الدعم الذي يتلقاه أصحاب الهمم وأسرهم.
يعد البرنامج الصحي من صميم إرث الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019.. وقد شهدت الأشهر الـ 18 الماضية إطلاق «الأولمبياد الخاص الإماراتي».. العديد من البرامج والمبادرات الصحية لضمان توفير الرعاية الصحية الدامجة ودعمها وتحسين نوعية حياة أصحاب الهمم، اتساقاً مع الركيزة الصحية لإستراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020-2024.
وشملت هذه المبادرات إجراء الفحوصات الشاملة ضمن برنامج صحة الفم والأسنان، وبرنامج «عقول قوية» للصحة النفسية، إضافة إلى برامج «نادي الطهي» لتثقيف أصحاب الهمم حول التغذية السليمة، وبرنامج «البستنة» لتعزيز الصحة العقلية أثناء فترة الجائحة إلى جانب عدة برامج تدريبية هامة منها.. برنامج تدريب مقدمي الرعاية الصحية الذي يهدف إلى نشر الوعي بشأن كيفية التعامل مع الزوار من أصحاب الهمم في المنشآت الصحية وتقديم أفضل الخدمات الصحية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
كما نظمت العديد من البرامج التدريبية للمدربين على مستوى الدولة لرفع مستوى الوعي بشأن التعامل مع مختلف المواقف والإصابات في الملاعب، منها برنامج «درب بأمان» وبرنامج الإسعافات الأولية.
وبهذه المناسبة، قالت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي: «إن إحدى أهم نتائج تنظيم الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص«أبوظبي 2019»، تفعيل حركة مجتمعية شاملة ومستدامة في كل المجالات لدمج أصحاب الهمم من ذوي التحديات الذهنية والأشخاص من أصحاب القدرات المختلفة، ونرى صداها كل يوم سواء من خلال البرامج المطروحة أو التشريعات والقوانين الحكومية الداعمة للدمج المجتمعي الشامل».
وأضافت معاليها: «إنه من خلال عملنا في مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي والبرنامج الصحي نلتزم بتطوير جودة الخدمات والبرامج الصحية المتاحة لأصحاب الهمم، والعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا والمعنيين في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم برامج صحية وتعليمية متخصصة ومتكاملة».
وقالت معاليها: «إن اتساع نطاق الموارد المتاحة لنا، والرعاية والاهتمام والدعم الذي نتلقاه، دليل على حرص قيادة دولة الإمارات الرشيدة على تحسين جودة حياة أصحاب الهمم وتعزيز الدمج في مجتمعنا».
يذكر أن برنامج «المجتمعات الصحية» بدأ خلال عام 2012 ويطبق في 68 دولة.. ويتطلب الفوز باللقب استيفاء جميع المعايير، بما في ذلك تقديم برامج في ثلاثة تخصصات صحية على الأقل للاعبين من أصحاب الهمم تندرج تحت مسمى «برنامج الكشف الصحي – Healthy Athletes»، وتوفير فحوصات صحية مجانية سنويا وبرامج تعليمية للعاملين في القطاع الصحي، وأن يستفيد من هذه البرامج 70 % من اللاعبين في الدولة، بحيث يكون لديهم مكان يذهبون إليه لمتابعة الرعاية بعد الفحص، إضافة إلى مشاركة 20% من اللاعبين في برامج الصحة والعافية خارج فعاليات الأولمبياد الخاص الرياضية وفعاليات برنامج الكشف الصحي.. كما يشترط برنامج «المجتمعات الصحية» أن تتوفر موارد مستدامة كافية لتحقيق المعايير المذكورة أعلاه. وقد نجح الأولمبياد الخاص الإماراتي في تحقيق جميع المعايير خلال عام واحد، ما مكن الإمارات من أن تصبح أول دولة تحصد اللقب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المصدر: وام