زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، النهر الذي فاض، وأعطى، وبذل من الدم ليروي إرادة شعب، ويخصب أحلام أمة، باستدعاء الذاكرة لصور البطولات، وفرسان الشجاعة وبسالة الشجعان، وهو المثال الجلي لنخوة الذين يمتطون جياد التضحية من أجل نصرة وإعانة الملهوف، وردع الظلم ورفع الضيم عن إخوة لنا في الدين والدم والتاريخ.
زايد بن حمدان، وإخوته على أرض اليمن ضربوا مثالاً للتضحية، وسطروا في صفحات التاريخ كلمات من نور، وحروفاً من ذهب، هؤلاء هم أبناء الإمارات، عيال زايد الخير، قصائدهم تكتب بالدماء الطاهرة، وعباراتهم تنسج من حرير انتمائهم للحقيقة، وتطلعاتهم هي من بريق الأماني النبيلة، كي يصبح اسم الإمارات راية مرفوعة على شفة القمر، وسارية تخفق بمشاعر الحب لكل شبر من أرض العروبة، وتخليصها من براثن الطائفية والأحزان التاريخية، وباطنية المزملين بالحقد والكراهية، والذين في قلوبهم يكمن جحيم العدوان على كل جميل وأصيل في هذه الحياة.
زايد بن حمدان وإخوته من رجالنا الأشاوس المرابطين عند خطوط النار، والذين واجهوا ربهم بأفئدة تفيض بالإيمان، ورغبة راسخة بأن الحقوق لا تسترجع إلا بالتضحيات الكبرى وتقديم النفس والنفيس، ولا يزهق الباطل إلا بالصد والرد، وكبح جماح العاصفات النواسف، وقهر الراجفات الكواسف، ودحر، وردع المدلهمات الخواسف.
زايد بن حمدان، وإخوة له لونوا أحلام الوطن بالفخر الزاهي، وعطروا أمنيات شعب بعبق الاعتزاز، وساروا بنا نحو غايات المجد المجيد، والتاريخ التليد، ومن أفق البسالة ولج هؤلاء الأفذاذ مساكن الأبرار، وأعلنوا للعالم أن في الإمارات أشجارا، جذورها في الأرض، وفروعها في السماء، فلا تنحني لغاصب، ولا تنثني لمعتدٍ، وهي في المدى غصون قطوفها عالية، والأيدي التي تطالها، تقطعها شامخات النفوس، وتمحق رداها ثابتات الإرادة.
زايد بن حمدان، كان في العودة الصوت الذي جلجل من الفجيرة حتى السلع، ذاك الهديل الإنساني الذي يجمع أبناء الإمارات على مائدة الحب، وذاك الحلم الممتد عبر جغرافيا حيكت خيوط رمالها النبيلة من عرق الذين عشقوا الحياة فزينوا أعناقها بقلادات التفاني ورسغوا معاصمها بأساور الإيثار من أجل نجدة الأخ والصديق، وكل من له عازة أو حاجة.
زايد بن حمدان الجملة التي أكملت عبارة شعب ما توانى في الذهاب إلى الحياة ببنادق التضحية وتقديم الروح ثمناً للحرية وعودة الحق لأصحابه، ودحض الافتراء، والهراء، وقلقلة الهستيريين، ومن في قلوبهم مرض.
المصدر: الاتحاد