لم أكن أتخيل أن مؤسسة أمنية في العالم العربي ستؤسس مركزاً متخصصاً للأفكار! المفاجأة الأجمل أن تفاجئني هذه الفكرة في المدينة التي أعمل وأقيم فيها: دبي! لدى شرطة دبي مركز متخصص للأفكار بهدف تشجيع موظفي الشرطة على التفكير بأفكار جديدة من أجل تطوير مهاراتهم وتقديم خدمات أفضل لسكان المدينة. الفكرة هنا تشجيع موظفي الشرطة على الإبداع! هذا المركز نظم مؤخراً ورشة عمل بعنوان «توليد الأفكار» بهدف تدريب الملتحقين بالورشة، من ضباط وأفراد الشرطة، على تعلم مهارات إبداعية تساهم في «توليد» أفكار إبداعية جديدة. تهمني هنا الفكرة: فلدى شرطة دبي إدارة عامة للجودة الشاملة تعنى بتطوير أفكار وأداء منسوبي الشرطة.
أعجب كثيراً بالمؤسسة التي تسعى دائماً لتطوير أفكار منسوبيها من خلال الدورات التدريبية والبعثات للخارج وحضور المؤتمرات المحلية والعالمية. ولأن النظرة العامة لدينا -في العالم العربي- سالبة تجاه المؤسسات الأمنية، فتكون مفاجأة جميلة أن نرى مؤسسة أمنية خليجية تفكر وتعمل كما تفكر وتعمل المؤسسات الأمنية في دول العالم المتحضرة. في الخبر الذي قرأته عن ورشة عمل شرطة دبي حول «توليد الأفكار»، يقول المقدم عبدالله خياط، مدير إدارة العمليات الإدارية والتطوير في شرطة دبي: «إن تنمية الفكر الإبداعي لدى العقل البشري إنما هو أداة خاصة تقوم المؤسسة الرائدة في العالم بتطويرها للحصول على أفضل النتائج في حقل الأداء، وتحقق الأهداف الإستراتيجية لأية مؤسسة تسعى للتميز». هذا نموذج واحد للفكر الإداري المختلف الذي تحقق في دبي. النجاح في دبي منظومة متكاملة، يكمل بعضها بعضاً، وإلا لما تميزت دبي عالمياً وأصبحت من أكبر المدن جاذبية للسياحة حتى في عز صيفها اللاهب.
تقولون: معجب ومنبهر بدبي؟ أبصم لكم على ذلك وبالعشرة!