رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
كثيرة جداً هي التطبيقات الهاتفية، التي أطلقتها الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في الإمارات، كثيرة للدرجة التي يصعب معها حصرها، لاشك في أن عدداً منها على قدر كبير من الأهمية، لكنها بالتأكيد ليست جميعها كذلك، بل يمكن دمجها واختصارها، أو على أقل تقدير تنظيمها بشكل أفضل، حسب جهات الاختصاص أو الأنشطة المشتركة.
ومن هنا.. كلما كان التطبيق حيوياً في فكرته، ويُغطي الإمارات جميعها، وتتعاون فيه جهات مختلفة، كان ناجحاً ومفيداً، لذلك كان تطبيق «مركز الشرطة في هاتفك»، الذي أطلقته وزارة الداخلية، هو أحد أبرز التطبيقات الهاتفية المهمة جداً، والضرورية، والمتطورة للغاية في فكرتها وطريقة عملها، واتساع نطاقها الجغرافي، والذي أعتقد – من وجهة نظري – أنه يجب ألا يخلو منه أي هاتف ذكي في الإمارات!
التطبيق اسم حقيقي على مسمى حقيقي، فوجوده على الهاتف المتحرك يغني صاحبه عن التوجه إلى أي مركز من مراكز الشرطة نهائياً، للإبلاغ عن أي جريمة كانت، كما تجعله متواصلاً ومربوطاً بشكل دائم ومباشر، للإبلاغ عن أي حدث طارئ، وفي اللحظة ذاتها سيجد الشرطة على بابه فوراً، فأي خدمة أفضل من ذلك؟! وأي تطبيق أهم من هذا؟!
على سبيل المثال لا الحصر، إن كنت عائداً للتوِّ من سفر طويل واكتشفت أن بيتك مسروق، فما عليك إلا أن تدخل التطبيق، وبعد التحقّق من هويتك، والتأكد من شخصيتك، ستدخل في حوار مع رجال الشرطة ليقولوا لك بالضبط ما الذي يتوجب عليك فعله، وسيطلبون منك صوراً فورية تحمّلها على التطبيق، ثم يسألونك ما الوقت المناسب لك للوصول إليك ورفع البصمات مثلاً، وبالتأكيد سيأتون في الوقت المحدد وينجزون عملهم، من دون أن تتكبد عناء التحرك من منزلك، هذا مثال واحد، وجميع البلاغات الأخرى قابلة للتعامل معها بالطريقة ذاتها عبر الهاتف، ومن دون التوجه لمركز الشرطة إطلاقاً!
لذلك ليس غريباً عليّ أبداً ما أعلنه الفريق ضاحي خلفان تميم، من أن «عدد المستخدمين الحاليين لتطبيق وزارة الداخلية الذكي، الذين حدّثوا التطبيق في فترة إطلاق خدمة (مركز الشرطة في هاتفك)، تجاوز 193 ألف شخص، ثم ارتفع إلى 220 ألفاً حتى نهاية الرابع من أكتوبر»!
بل من المؤكد أن هذه الأرقام ستتضاعف، بعد إدراج الخدمة في كل التطبيقات الهاتفية أخيراً، وبعد أن بدأ الناس يستخدمونها فعلياً، ولقد لمس المسؤولون في وزارة الداخلية تفاعلاً كبيراً من الجمهور بمجرد إطلاق الخدمة على تطبيق وزارة الداخلية، إذ بدأ الجمهور استخدام الخدمة بصورة ميسرة، وتقوم الدوائر والإدارات الشرطية بالتعامل باحترافية مع هذه الطلبات.
إن خدمة «مركز الشرطة في هاتفك» تعد طفرة تقنية، وخطوة في مجال استثمار التقنيات الصاعدة لخدمة المجتمع، والإمارات هي الدولة الأولى عالمياً التي تحول مراكز الشرطة إلى هواتف الأفراد، وتلقي عن كاهلهم عناء التوجه إلى أي مركز من مراكز الشرطة في جميع أنحاء الدولة، وهذا من دون شك إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات الإمارات التقنية والخدمية والاجتماعية.
الدول تقاس بإنجازاتها لا بتاريخ قيامها، هذا ما ذكرته أمس، لأعود وأكرره اليوم، فما يحدث في الإمارات هو بحق نقلة حضارية سبقت فيها الدولة دولاً أخرى كثيرة، وما فعلته الإمارات في 46 عاماً، يصعب على كثيرين فعله في مئات السنين!
المصدر: الإمارات اليوم