خطوة مهمة لدعم الاقتصاد الوطني والتخفيف من أزمة البطالة قد تأتي في دعم مشاريع الشباب. وللدعم أكثر من وجه. فتسهيل إجراءات تسجيل المؤسسات وتخفيف رسوم التسجيل والمرونة في التعامل مع أفكار الشباب وتشجيعها كلها خطوات مهمة لدعم الشباب. والأهم أن نشجع الشباب على “المغامرة المدروسة” في الأعمال. وكم أتمنى لو نعد برنامجاً يجمع بين أهل الخبرة من رجال الأعمال والشباب المبتدئين في مجال الأعمال.
مهم جداً أن لايبخل الناجحون من رجال الأعمال على الشباب بالنصيحة والمشورة. والأهم أن يسهم مجتمع الأعمال المؤسس في تمويل مشاريع الشباب وربما الدخول في شراكات تسهم في ترجمة أفكار الشباب إلى مؤسسات وشركات ومشاريع. وتلك مسؤولية أخلاقية ووطنية على مجتمع الأعمال في بلداننا أن يتنبه لها.
كثيراً ما رأيت رجل الأعمال الأردني الناجح فادي غندور، وهو مؤسس شركة أرامكس، يحاور الشباب حول ريادة الأعمال ويشجعهم على ترجمة أفكارهم إلى مشروعات على الأرض. ريادة الأعمال واحدة من الحلول المطروحة لمواجهة كارثة البطالة في العالم العربي. فكم من مشروع صغير كبر مع الأيام حتى صار من معالم الاقتصاد الناجحة. والأمثلة الناجحة عالمياً كثيرة. ألسنا اليوم نعيش لحظات “الانبهار” بتجربة الفيسبوك وقبله جوجل؟
كثيراً ما تمنيت على الأصدقاء الأعزاء فادي غندور وعلي الشهابي وإحسان جواد وسميح طوقان كتابة تجاربهم الناجحة في ريادة الأعمال لعل شباب منطقتهم يتعلمون منها دروس النجاح وأسباب الإخفاق. وأثق أن على قائمة النجاح في قطاع الأعمال عشرات من الأسماء العربية المهمة لكنها -ربما- فضلت ابتعادها عن الأضواء.
مهم جداً لتحقيق تنمية شاملة في منطقتنا أن نعنى صادق العناية بمشاريع الشباب وأفكار الشباب وطموحات الشباب. وتلك مسؤولية مهمة لكنها ليست فقط حكراً على الحكومات. القطاع الخاص مطالب بأن يسهم جدياً في دعم ورعاية أفكار الشباب ومشاريعهم!.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٨٨) صفحة (٣٢) بتاريخ (١٧-٠٩-٢٠١٢)