مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
أحب مشروع كلمة: رسالته التنويرية، فكرته الإنسانية، وأهدافه العلمية الكبيرة، وطبعاً نتاجاته الأدبية والفكرية والعلمية والتاريخية، أحب عدم الانحياز عند اختيار الكتب، والتنوع في الانتقاء من مختلف الثقافات والمنابع والمناخات المعرفية والحضارية، وكذلك المترجمين الذين عملوا على تقديم هذا العدد الهائل من الكتب المترجمة، وإن كان لدي بعض التحفظ على مستوى بعض الترجمات وبعض الاختيارات من الكتب التي وجدتها ترجمت للكم لا للمستوى، وهو أمر حبذا لو يتم تدارسه من قبل مسؤولي هذا المشروع المعرفي الهام.
مشروع كلمة للترجمة يحيي سنة حضارية حميدة ضاربة في جذر التاريخ العربي والإسلامي، وهي السعي للعلم والمعرفة حيثما كانت والاطلاع على نتاجات تلك المعرفة عبر الترجمة من جميع لغات العالم، وهذا ما كان منذ صدر الإسلام ومنذ مشروع دار الحكمة العتيدة في زمن المأمون، الذي استقدم ووظف مترجمين من كافة الملل والأديان ممن يجيدون لغات تلك الكتب والمعارف، وعلى خطى دار الحكمة ظهرت في عالمنا العربي اليوم مشاريع الترجمة الكبيرة في مصر (المشروع القومى للترجمة مشروع يتبناه المجلس الأعلى للثقافة هناك، ومشروع كلمة في دولة الإمارات، والمشروع الوطني للترجمة في تونس .. وغيرها من المشاريع).
ما نحتاج إليه اليوم في الإمارات هو الاهتمام بالمترجمين الإماراتيين، فنحن من أقل الدول امتلاكاً للمترجمين، على مشروع كلمة أن يعمل بقوة للدفع في هذا الاتجاه، بتبني مشروع تأسيس معاهد أو استحداث أقسام وكليات تعنى بتخريج مترجمين إماراتيين وتشجيعهم على الانخراط في هذا المشروع الرائد، فكما هو جميل أن ننقل للعربية تراث الأمم، فإن الأجمل أن ننقله بعقول وجهود أبنائنا حتى يكون إسهامنا مكتملاً.
أظن أن هناك تخصصات ربما تجاوزها الزمن، وما عاد سوق العمل يحتاجها، أو هي لا تلعب ذلك الدور في عجلة التنمية والدخل القومي، بينما هنا تخصصات ووظائف ننفق الملايين لاستقطابها من الخارج بينما يشكل نقصها في المجتمع الإماراتي علامة استفهام ، ومنها ندرة المترجمين الإماراتيين، وفي ظني أن مشروع ترجمة كفيل بعلاج هذا الخلل وسد النقص البين فيه.
المصدر: البيان