عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ، فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا، فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
لقد صدق الصادق الأمين «عليه أفضل الصلاة والسلام» لإن رؤاه وتنبؤاته وأحاديثه عن مصر وجندها وأزواجهم وأبنائهم، تعيشها مصر الآن في حرب وجود فعلية، مع مؤامرات الخسة والنذالة التي تقوم بها وتنفذها التنظيمات الإرهابية الإقليمية والدولية مجتمعة. بقيادة رعاة الإرهاب ومموليه، ومنهم قطر. مع حلفائها الداعمين الفعليين لها بصفة دائمة لإرهاب مصر وزعزعة أمنها واستقرارها. وذلك منذ يناير عام 2011.
وعلى رأسهم إيران وحزب الله، ويقول اللواء طلعت موسى، الخبير الاستراتيجي، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، في حوار صحفي “إن هناك دولاً تسعى لاستمرار وجود هذه الجماعات المُتطرفة لتحقيق أهداف دولية، تتضمن تحويل عملياتها لمصر عن طريق الحدود الغربية، بعد سيطرة الجيش على سيناء كاملة، وهناك أجهزة استخباراتية دولية، مثل قطر وإيران وغيرهما، وراء دعم هذه المليشيات بهذا الحجم، وتوجيهها لمصر لزعزعة الأمن القومي».
مصر أكثر من أي دولة أخرى عانت وتكبدت ودفعت على مدار قرابة تسعين عاماً، فاتورة باهظة الثمن من دماء أبناء وطنها، نتيجة إرهاب جماعة إخوان الشياطين الإرهابية. خفافيش الظلام. ومن في زمرتهم من تكفيريين وجهاديين وغيرهم.
وها هي الآن تواجه وتقود «حرب وجود فعلية». لقد قدمت مصر كوكبة أبطال من الشهداء الأبرار البارين المخلصين لوطنهم، في فجيعة الواحات الإرهابية الأخيرة في محافظة الجيزة. فجيعة هزت المجتمع الدولي بأسره.
نعم، كل المؤشرات والدلائل من أفعال وجرائم يرتكبها إخوة الشياطين والمتحالفون والممولون لإرهابهم، سواء من الداخل أو الخارج، تدل وتبرهن أن مصر الآن تواجه حرب وجود، وإرهاباً عالمياً داخلياً وخارجياً منظماً، يديره ويموله من خارج مصر التنظيم الإخواني الإرهابي الدولي، ومن معه من المتحالفين المتآمرين على شتات وتمزيق أواصل ولحمة الوحدة العربية. سواء في مصر أو أي بلد عربي آخر.
مصر الآن تدفع فاتورة باهظة من دماء أبنائها ورجالها. وخاصة رجال الأمن والقوات المسلحة المصرية، الذين يتصدون للإرهاب بكل قوة وبسالة، وبعزيمة الرجال التي لا تلين ولا تقهر. غير آبهين للمحاولات الخسيسة المستمرة لإرهابهم وزعزعة أمنهم.
إن كل ما تشهده مصر وتعانيه من إرهاب، ما هو إلا نتيجة دحرها ورفضها لسيطرة حكم إخوان الشياطين الإرهابية.
وأيضاً نتيجة الأحكام القضائية التي صدرت مؤخراً على قيادات الإخوان.
مصر الآن تدفع فاتورة النصر الذي حققه شعبها، عندما أبهر العالم في ثورة «الثلاثين من يونيو» المجيدة، والتي قضت على المخطط «الصهيو أميركي»، الذي يهدف إلى نشر الانقسامات والفوضى ودعم الفتن، من أجل السيطرة على الشرق الأوسط، وبداية مشروع «شرق أوسط جديد»، يهدف إلى تفتيت الوطن العربي من أجل الهيمنة عليه، واستغلال موارده وخيراته وثرواته.
إن معظم ما يحدث الآن في مصر من إرهاب ومؤامرات وتدمير وتفجيرات وأحداث إرهابية جبانة خسيسة.
كلها هدد بها الإخوان علانية في خطبهم من على منصة اعتصام رابعة، مصر الآن تواجه مؤامرة ممنهجة، أبطالها في الخارج وجنودها في الداخل، وتعيش حرب وجود حقيقية مع الإرهاب.
مصر تعيش مرحلة أكاذيب وشائعات ممنهجة ضد أمنها واستقرارها واقتصادها. وتدخلات وتطاولات إعلامية في شؤونها الداخلية.
مصر تضرب في سياحتها وعلاقاتها مع الدول الصديقة لها. كل هذا الإرهاب والتآمر الممنهج ضد مصر وسيادتها، مما لا شك فيه، يبرهن أن مصر تسير في الطريق الصحيح نحو التقدم وتذليل العقبات أمام طريق المستثمر الأجنبي، من خلال قانون الاستثمار الجديد..
لقد استطاع السيسي أن يقدم لمصر ما لم يقوم به غيره في سنوات طوال.
والأهم من كل الإنجازات التي قام بها السيسي، أنه وضع مصر على طريق الاستقرار والتنمية، عندما أعاد التوازن في العلاقات بينها وبين محيطها العربي وعمقها الأفريقي، كما استطاع أن يساير دول الغرب في التعامل معها بسياسة قائمة على «الندية والصداقة»، في آن واحد، ويؤسس لمشروعات مستقبلية وحيوية هامة، كالمشروعات العقارية والاستثمارات في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى الاستثمارات العربية، والإنفاق على البرامج والمشروعات الاجتماعية.
وإشراك كافة شرائح المجتمع في مسيرة النهوض والبناء، أما المشروع القومي الحيوي الأهم الذي قدمه السيسي لشعبه، فهو مشروع قناة السويس الجديدة، والمؤتمر الاقتصادي الذي نتج عنه اتفاق المشروع العملاق، وهو مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
ما نستطيع قوله إن مصر تسير بثبات وبعزيمة أبنائها المخلصين على طريق التنمية الحقيقية التي ستجعل منها دولة حديثة العهد قوية تنافس كبرى دول العالم.. ولذلك هي مستهدفه من قوى الشر والظلام. ولكنها بمشيئة الرحمن ستنتصر، ولن تنكسر أبداً، وستهزم الإرهاب!
المصدر: البيان