قالت مصادر لـ«عكاظ» أمس إن سبب مطاردة اليوم الوطني والتي راح ضحيتها شقيقان في مقتبل العمر هو مشادة كلامية بين أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشابين بعد تشغيلهما أغاني وطنية في السيارة، وإذا صدقت هذه الأخبار فهي مصيبة لأن مطاردة بلجرشي التي راح ضحيتها رب الأسرة وفقدت الأم ذراعها كانت بسبب تشغيل الأب أغاني (طيور الجنة) لابنه، وهكذا يموت الناس بمنتهى البساطة لأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة.

وإذا كانت الأمور تسير على هذا النحو فعلا فإننا نناشد وزارة التجارة أن تفرض على وكلاء السيارات انتزاع أجهزة الراديو والمسجلات من كل السيارات على اختلاف أنواعها، فاذا كان تشغيل أغاني الأطفال والأغاني الوطنية قد تسبب بكل هذه المآسي فما هو حجم الكوارث التي يمكن أن تنشأ في حال تشغيل أغاني مريام فارس؟

**

رجاء الصانع كانت امرأة محظوظة لأنها حققت نجاحا كاسحا وهي في سن صغيرة حيث حظيت روايتها (بنات الرياض) بانتشار واسع وترجمت إلى 40 لغة وبيع منها أكثر من 3 ملايين نسخة، وهو نجاح لم يحققه مؤلف سعودي قبلها فيما أعلم، بل إن هذا النجاح الكبير لروايتها المثيرة كان سببا في ظهور موجة من الروايات السعودية التي تحاول محاكاة رواية (بنات الرياض) والسير على دربها، وكان من الممكن أن تكتفي الصانع بهذا النجاح الأدبي الكبير وأن تواصل مشروعها الروائي بعد أن أصبحت اسما مهما في عالم الرواية، ولكنها مثل كل الناجحين الذين يدركون أن النجاح لا يتوقف عند نقطة معينة وهو يحتاج إلى جهود مضاعفة للحفاظ عليه لذلك واصلت دراستها وأبحاثها في مجال طب الأسنان والخلايا الجذعية وقد تم تكريمها مؤخرا من قبل جامعة إلينوي الأمريكية التي تعتبر واحدة من أهم الجامعات في العالم لتضيف الصانع إلى نجاحها الأدبي المشهود عالميا نجاحا علميا مشهودا.

بالمناسبة لو عدنا لأرشيف الصحف خلال السنوات الخمس الأخيرة لوجدنا كما هائلا من الإنجازات العلمية النادرة التي حققتها باحثات سعوديات في مختلف أنحاء العالم، وهذا الأمر ليس له تفسير سوى أن المرأة السعودية متى ما وجدت البيئة العلمية والاجتماعية التي تحترم عقلها وتؤمن بإبداعها فإنها قادرة على تحقيق الإنجازات التي تشهد لها أعرق الجامعات والمراكز البحثية في العالم، وإذا أردتم أن تعرفوا أسباب تعثر التنمية في بلادها فلا تتوقفوا فقط عند غول الفساد الذي لا يبقي ولا يذر بل تعمقوا أيضا في مسألة تعطيل نصف المجتمع وحرمانه من فرص العطاء والإبداع فنحن نسير بنصف طاقتنا البشرية ليأتي الفساد ويلتهم القسم الباقي.

**

رحم الله عائشة العنزي الممرضة في مستشفى عرعر للنساء والولادة التي كانت تتنزه مع أسرتها الصغيرة في الصحراء قبل أن تداهم السيول المكان وتجرف كل شيء في وجهها، عائشة أنقذت زوجها وأولادها ولكنها غرقت في السيل بعد ذلك لتبقى ذكراها العطرة تهب مع كل ريح شمالية تمر على هذا الوطن، نسأل الله لها الرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.

المصدر: عكاظ