في دورته الثانية عشرة، يفتح معرض الكتاب في العين صفحاته مُوشّاة بزي الثقافة، مطرّزة بذهب المعاني الرفيعة، في عرس بهيج، تؤمه فلذات متشوقة لديوان شعري مسبوك بقصائد مدهشة، وقصة قصيرة تكثف حلم الأجيال، ورواية مذهلة تسرد حكاية الإنسان، وهو يمشي على الأديم بخطوات كأنها الوثب، في هذا المعرض يحضر الوطن بقوة الوعي وصرامة السعي إلى ثقافة تحمل هموم الوطن، وفكرة تتحلى في الأتون كأنها الأجنحة في فضاءات الفرح.
في هذا المعرض تبدو جدائل الصفحات، جداول ري تروي عناقيد الأحلام، وتسقي جذور الطموحات، والساقي دائرة الثقافة – أبوظبي، هي ذلك النبع، هي ذلك الجذع، هي السحابة تهطل وعياً، وسعياً في رحاب المعرفة لكي تعزز من الأوتاد، وتركز من العماد، وتذهب بصوت الإمارات نحو آفاق، وأشواق، نحو مد بلا حد، ونحو أشرعة تفرد قماشتها على مدى الريح، وترسم صورة الإنسان في كل مكان، في تجلٍّ وعلا، وبقامة لها في الدنا ترانيم الغيمة وهي تعانق سقف السماء، وتدوزن الدندنة، في احتفاء له سمات الصحراء، عندما تكون رمالها حبات برَد، وتكون غافتها قبعة عملاقة، مرصعة بخرز الأفراح البهيجة.
معرض العين للكتاب، هو ذلك النهار الطالع من أحشاء القرص الشمسي، هو ذلك السحر في مقلة النجوم المتلألئة، هو تلك الأيقونة الواقفة عند قرمة في زاوية القلب، هو ذلك الإنشاد الكوني في ضمير العشاق، وكل من له في التلاوة نصيب، وكل من له في التراتيل صومعة.
معرض العين للكتاب، أصبوحة تتفتق عنها إشراقة عنوان زهي، وأمسية تصاحبها أغنيات من أجل الفرح، ونهمات من أجل استدعاء الطيور الغاربة، هو كذلك عندما يكون المعرض في العين، وعندما تكون العين حضنه، وحصنه، ومزنه، وكونه وصونه، تكون العين المدى، والصدى، تكون الشوق والتوق، تكون نخلة العناقيد المبهرة، تكون فضيلة العشاق، وصبوة الأحداق، تكون العين الرفقة، والدفقة، والوقفة في معابد الكلمة.
في معرض العين للكتاب، وكأنه باكورة الدخول في الملتقى الأكبر على الصعيد العالمي، وهو معرض «إكسبو 2020»، بل هو مدخل إلى ذلك المحيط، وجدول من جداوله.
معرض العين للكتاب، هو حركة الرمش، ونبض النياط، هو ثقافة الإمارات نحو كلمة تسَع قارات العالم، ونحو كتاب يفتح جناحيه، لتسافر الأفئدة عبره، إلى كل أرجاء العالم.
المصدر: الاتحاد