يستعد العالم العربي لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يحل هذا العام تزامننا مع دخول الكثير من الدول مرحلة التعافي من كوفيد-19 وهو ما صاحبه رفع وتخفيف للإجراءات والقيود المرتبطة بمواجهة الجائحة الأمر الذي يبشر بعودة غالبية الأجواء الروحانية والمظاهر الاجتماعية التي تميز الشهر الفضيل.
كانت إجراءات الحجر الجزئي قد خيمت على أغلب دول العالم العربي والإسلامي مع أول رمضان في ظل الجائحة في العام 2020، فيما عاود الفيروس ليضرب مجددا في رمضان العام 2021، وهو ما تسبب في تغيير كبير بأجواء الشهر الفضيل، ابتداء بمنع الصلاة في الجوامع والمساجد كإجراء احترازي، مرورا بمنع نصب خيم الإفطار الجماعي، ومنع التجمعات العائلية الكبيرة، واختفاء الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية.
وبعد أكثر من عامين على تصنيف ” كوفيد ” كجائحة، تبدو القيود الاحترازية أكثر مرونة في العديد من الدول الإسلامية فيما لا تكاد تذكر في دول أخرى مع مؤشرات إيجابية تبشر بمزيد من التخفيف مع اقتراب الشهر الفضيل.
فمن جانبها أعلنت الإمارات عن بروتوكول عودة نشاط خيام إفطار صائم لشهر رمضان المبارك الذي ينص على أهمية أخذ التصاريح المسبقة وضرورة تصميم الخيام بشكل المظلة المفتوحة من كل الأوجه أو مكيفة تماشيا مع الارتفاع في درجات الحرارة على أن تحمل الخيمة كل أنظمة السلامة والوقاية المطلوبة إلى جانب الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي بمسافة متر واحد بين الأشخاص وتوفير حراس أمن أو متطوعين لتنظيم عملية الدخول والخروج، وتوفير ملصقات للمداخل والمخارج كافة، وتجنب المصافحة بالأيدي.
وكانت الإمارات قد أجرت تحديثا في فبراير الماضي للإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بكوفيد وقررت الإبقاء على إلزامية ارتداء الكمامات في المناطق المغلقة، على أن تكون اختيارية في المناطق المفتوحة، كما تقرر عودة الفاصل الزمني بين الأذان والإقامة إلى سابق عهده لما قبل الجائحة، بالإضافة إلى عودة المصاحف إلى المساجد بعدد محدود وبشرط التعقيم بعد كل صلاة والإبقاء على مسافة المتر الواحد بين المصلين في المساجد ودور العبادة.
وأعلنت الإمارات كذلك عن إلغاء التباعد الجسدي في القطاعات الاقتصادية والسياحية مع إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة وعودة كافة الأنشطة الرياضية لجميع الفئات العمرية مع إلزام الجمهور بإبراز المرور الأخضر أو الفحص المسبق /PCR/ على ألا يتجاوز 96 ساعة بالإضافة إلى الالتزام بلبس الكمامات.
وفي المملكة العربية السعودية تم الإعلان عن انطلاق أكبر خطة تشغيلية في تاريخ رئاسة شؤون الحرمين، لموسم شهر رمضان لعام 1443هـ/2022م، في أول عودة للحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا.
وحرصت الخطة على تنويع المبادرات والبرامج والخدمات، لتحقيق أقصى مراحل الراحة للزوار، حتى يؤدوا مناسكهم بسهولة ويسر، كما اعتمدت الخطة على تقنيات الذكاء الصناعي ورقمنة البرامج وتسخير التطبيقات الإلكترونية في مختلف المجالات، وتوفير تلك الخدمات بكل اللغات العالمية.
وتشهد السعودية أيضا عودة الاعتكاف في الحرمين، خلال شهر رمضان المبارك، والموائد الرمضانية وقوافل ماء زمزم، مع الحفاظ على كافة التدابير الوقائية التي تضمن سلامة الصائمين وقت إفطارهم.
وفي مصر تقرر عودة صلاة التراويح مع الالتزام بمجموعة من الضوابط التي حددتها وزارة الأوقاف .. كما تقرر السماح بصلاة القيام مع مراعاة التخفيف بما لا يتجاوز نصف ساعة دون إلقاء أي دروس أو خواطر دعوية واستمرار فتح المساجد قبل الصلاة بعشر دقائق وغلقها بعد الصلاة بما في ذلك صلاة التراويح.
و في الأردن كشف فيصل الشبول، وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث باسم الحكومة الأردنية، عن التحضير لموسم رمضاني حافل بالأنشطة والطقوس الاحتفالية والعبادات بأخف القيود، مشيرا إلى السماح بإقامة الخيم الرمضانية وموائد الرحمن للمرة الأولى منذ عامين.
و أكد الشبول أن الحكومة الأردنية ستعيد النظر بالتباعد بين المصلين في صلاة التراويح و تدرس أيضا إلغاء ارتداء الكمامات في الأماكن المفتوحة، إلى جانب إقامة الأنشطة الرياضية والترفيهية في الأماكن السياحية واحتفالات وإقامة شعائر وعبادات الشهر الفضيل بقيود محدودة.
المصدر: البيان