رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
هناك اختلافات في الآراء بين الإعلاميين الإماراتيين، فمنهم من لديه ملاحظات وشعور بوجود نقص معيّن، وتراجع في أداء مُعين في بعض الفترات، يقابله شعور لدى عدد آخر بوجود تطور وتقدم في أداء المؤسسات الإعلامية المحلية في ظل التحولات والتغيرات والتحديات المحلية والإقليمية، والتي تُحتم العمل بشكل جماعي للوصول إلى أهداف الدولة ومصلحتها الوطنية.
وهناك من ينتقد مستوى المحتوى الإماراتي، سواء في وسائل الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المقابل هناك من يرى توافر الإمكانات التي يمكن من خلالها تطوير هذا المحتوى، والأخذ بيد مؤثري ومشاهير التواصل الاجتماعي والاستفادة منهم في تقديم محتوى إماراتي ثري ومميز يستطيع الوصول للعالمية.
تباينت الآراء، واختلفت وجهات النظر في جلسات منتدى الإعلام الإماراتي الذي نظمه نادي دبي للصحافة بحضور 100 إعلامي ومؤثر إماراتي، لكن هذا الاختلاف كان جميلاً ومميزاً، لأن الجميع كان يسعى لهدف واحد هو الرقي بالإعلام والعمل على خدمة الدولة والمجتمع من خلال تطوير العمل بكفاءة واقتدار في جميع وسائل الإعلام الوطنية.
النقاش كان حضارياً، لم يكن هناك تشنج كما درجت عليه عادة لقاء الإعلاميين في أي مكان في العالم، والأجمل كان هناك تقبل واضح لمختلف الآراء، هذا القبول لم يكن فقط بين الإعلاميين أنفسهم، بل حتى المسؤولين الحكوميين عن الإعلام والذين حرصوا على التواجد، كانوا مثالاً لتقبل الرأي والرأي الآخر، وكانت صدورهم مفتوحة لسماع مختلف وجهات النظر، واتفقوا جميعاً على أن الهدف من اللقاء والتجمع ليس كيل المديح وترديد المجاملات، بقدر ما يسعى الجميع لمحاولة تلمس مكامن الخطأ لإصلاحه، وأماكن النقص لتغطيتها، وأماكن الضعف لتقويتها، كل ذلك من أجل المصلحة العامة ولا شيء غيرها!
منتدى الإعلام الإماراتي هذا العام كان مختلفاً في كل شيء، في توقيته، فهو وللمرة الأولى يعقد في جو أمسية رمضانية، وفي فكرته، فالجميع كان يجلس في قاعة أقرب ما تكون لمجلس في بيت إماراتي، وفي طريقة النقاش المفتوح، فلم يكن هناك متحدثون رسميون، بل هناك مدير جلسة يتنقل بين الحضور ويسألهم بشكل عشوائي ولحظي.
والأهم من ذلك كله هو التغيير والاختلاف في مُخرجات المنتدى، حيث بدا واضحاً الارتياح التام على جميع الحضور، حيث لمسوا وجود جو عام مريح أثناء النقاش، وهذا أهم ما يلفت الانتباه، على الرغم من اختلاف وجهات النظر، وعلى الرغم من حدة البعض في طرح بعض الآراء، وعلى الرغم من تفاوت المناصب والمراكز والمواقف، إلا أن الانطباع العام كان وجود قاسم مشترك بين الجميع أسهم في رفع مستوى النقاش، وإثرائه بآراء متنوعة ومفيدة، وهذا ما جعل المنتدى ناجحاً بمعنى الكلمة.
المصدر: الامارات اليوم