منذ تأسيسه عام 1999، قبل 17 عاماً، بتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي،رعاه الله، حرص «نادي دبي للصحافة»، وما زال، عبر حوار إيجابي سمته الانفتاح الواعي والموضوعية المهنية، على مناقشة أبرز القضايا ذات الصلة بالحياة اليومية على مختلف المستويات الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والشبابية، ونجح في خلق منصة فعّالة هي أحوج ما يحتاج إليه القطاع الإعلامي في العالم العربي.
إذا ما أخذنا الدور المحوري للنادي في دعم قطاع صناعة الإعلام وتطويره، على الصعيد المحلي والإقليمي، من خلال إطلاق مبادرات متفردة، مثل منتدى الإعلام العربي، المحفل الأكبر والأهم من نوعه في المنطقة من ناحية أعداد المشاركين ونوعيتهم، ومن حيث قيمة الموضوعات التي تتضمنها أجندته، وجائزة الصحافة العربية التي تقدم تكريماً استثنائياً لطاقات التجديد والإبداع والابتكار في الحقل الصحفي، ومنتدى الإعلام الإماراتي الذي يفتح الآفاق واسعة أمام تطوره وتقدمه وازدهاره، فإن نجاح النادي، لا يحسب لدولة الإمارات، ولدبي فقط، بل للمنطقة بشكل عام، لأن النادي برز مركزاً يقدّر الإعلام العربي ويوفر مساحة مهمة للتعبير عن الرأي.
الانطلاق
ولأنه منصة مميزة بكل تفاصيله، انطلق النادي، منذ بدايته، كبيراً في تطلعاته ورؤيته الإعلامية، ساعياً إلى تبنّي رؤى متناسقة تصف المشهد الإعلامي بدقة وتقف على جل التحديات التي تواجه العاملين فيه، ووضع الخطط التي من شأنها دعم مسيرته دعماً غير محدود للحوار بين صنّاع القرار.
وواكب النادي، عبر سنواته السبع عشرة، أهم الأحداث العالمية وتعرض لها بالبحث والتحليل والنقاش، وظل طوال هذه السنوات وثيق الصلة بالواقع المحيط به، ومرآة تعكس كل ما يشغل المجتمع من قضايا وموضوعات وطموحات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو فكرية أو غيرها من القضايا.
وكان للرعاية الكريمة التي أحاط بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نادي دبي للصحافة، سبب جوهري من أسباب نجاح النادي، مانحاً هذه المنصة زخماً كبيراً رسّخ من مكانته ساحة للحوار البنّاء الرامي إلى الارتقاء بقطاع الصحافة والإعلام في الوطن العربي.
ويُعدّ النادي من أهم المنصات الصحفية، مقارنة بمثيلاته على مستوى العالم، والأكثر حيوية في نشاطه، ولم يكن ليحقق ذلك لولا الجهد الكبير والمتواصل على مدار العام، الذي تقوده رئيسته منى المرّي.
جائزة الصحافة العربية
كان أول إنجازات النادي إطلاق جائزة الصحافة العربية، التي عقدت حتى يومنا هذا خمس عشرة دورة ناجحة، تم خلالها تكريم ما يزيد على 218 صحفياً من مختلف ميادين العمل الإعلامي. وتحت شعار «تكريم التميّز وتحفيز الإبداع» بلور النادي فكرة جائزة الصحافة العربية إحدى «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» لتعزيز الدور البنّاء الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وأسهمت بكل اقتدار في إيصال الصوت العربي إلى العالم عبر إسهامات الصحفيين وتشجيعهم على الإبداع، ونجح النادي بطموحه الريادي في تحقيق فكرة طالما راودت المهتمين بتطور الإعلام العربي وإيجاد منصة تقدير لإنجازات وجهود الصحفيين العرب وعطائهم المتواصل. وتعمل الجائزة وفق نظام عمل نزيه وموضوعي هو الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي والعالم.
وكان النادي يعي منذ اللحظات الأولى، أنه يعمل في حقل سريع التغير، لذلك حرص طوال الأعوام الماضية على المراجعة والتطوير والتقييم، تماشياً مع تطور مهنة الصحافة ومن أجل أن تبقى مواكبة لها. ونجحت بالفعل في تحقيق الكثير من القفزات النوعية، حيث وسعت رقعة المشاركة لتشمل كل أنحاء الوطن العربي دعماً وتشجيعاً وتحفيزاً على الابتكار، وحتى تبقى مواكبة للمهنة لم تستثن فئات الجائزة من قفزات التطوير فشمل التغيير بنود جائزة الصحافة الثقافية وإضافة جائزة الصحافة التخصصية واستبدال جائزة التحقيقات الصحفية بجائزة الصحافة الاستقصائية، مع تعديل بند الفئة وخضوع فئة العمود الصحفي لتحكيم مجلس إدارة الجائزة واستحداث جائزة الصحافة العربية للشباب وفتح باب المشاركة للصحافة الإلكترونية في كافة فئات الجائزة.
وبهدف مساعدة الصحافة العربية على البقاء والاستمرار في مواجهة التطور المتسارع للتقنيات الحديثة وزيادة الوعي بكيفية استخدامها صحفياً وتطويعها للمحتوى العربي، أضيفت فئة «الصحافة الذكية» وهي أحدث الفئات التي تحمل بين طياتها الفكر الاستراتيجي الذي يعمل به نادي دبي للصحافة، ليواكب نظرة دبي المستقبلية ومكانتها.
منتدى الإعلام العربي
لم يمض عام على إطلاق جائزة الصحافة العربية، حتى أطلق النادي واحداً من أكبر مشاريعه الإعلامية في الوطن العربي، الذي تحول إلى أحد أبرز الأحداث الإعلامية تأثيراً في المنطقة.
فقد أطلق «منتدى الإعلام العربي»، إحدى «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» عام 2001، حيث ظل الإعلام في عالمنا العربي يشهد ثورات متلاحقة في الشكل والمضمون والصياغة والنشر، ما دفع لاحقاً نحو تغيير تعريف الإعلام وتبدل وجهات النظر نحو التأثير الإعلامي وحقيقته.
ومع التحولات السريعة لهذا القطاع المهم كان لزاماً على النادي أن يأخذ زمام المبادرة برصد واستيعاب جميع المتغيرات الاجتماعية والسياسية الناتجة عن الإعلام في الوطن العربي عبر مظلة المنتدى ليكون البيئة المحفزة والثرية لصياغة مستقبل أفضل لإعلامنا العربي. ونجح على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، في تبنّي «شعارات» شكلت خريطة طريق أمام الإعلام العربي ومستقبله، ولم يتوقف النادي عن تقديم الوجه الحضاري المشعّ للتعامل مع الإعلام وتقنياته ومستجداته، كما لم يتوان عن تطوير محتوى المنتدى، من خلال محاور جلساته أو الفعاليات المصاحبة له التي نجحت بشهادة صنّاع الإعلام في الوطن العربي في بلوغ المتغيرات السريعة لتقنيات ووسائل الإعلام، ضمن سياق المشهد المستقبلي وليس الحاضر فقط، وهو ما يتوج مسيرة وخبرة أعوام من التطوير.
تقرير «نظرة على الإعلام العربي»
منذ تأسيس النادي، كانت الصورة الاستشرافية للمستقبل جلية أمام القائمين عليه، فكانوا مدركين أنهم يسيرون باتجاه عالم سريع التغير بآفاقه وتحدياته، ومن هنا خطا النادي خطوة أخرى إلى الأمام عبر «ذراع بحثية» تسهم في توجيه مبادراته وفق منهج علمي مدروس، فأطلق عام 2007، ولأول مرة تقرير «نظرة على الإعلام العربي» أحد أهم وأكثر الدراسات السنوية الإعلامية شمولية، ليركز على دراسة توجهات صناعة الإعلام وأهم الظواهر والقضايا التي تهم وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية على حد سواء، وطوال السنوات الماضية ثابر النادي ونجح في ترسيخ التقرير دليلاً مرجعياً شاملاً لكبرى الفضائيات والمؤسسات الإعلامية في الوطن العربي الذي لعب دوراً جوهرياً في دفع هذه المؤسسات وتبنّيها خطوات استباقية نحو المستقبل، بناء على نتائج «نظرة على الإعلام العربي»، كما شكلت الإحصاءات الواردة فيه رافداً مهماً للصحفيين والإعلاميين والطلبة والباحثين، لتعزيز معرفتهم بالمشهد الإعلامي في المنطقة العربية، إلى جانب معاهد كليات الإعلام في مختلف جامعات المنطقة.
وضمن التطوير المتلاحق لمبادراته ومشاريعه ارتأى النادي مؤخراً، طرح دراسات متخصصة خلال العام تتناول قضايا وموضوعات متنوعة في الشأن المحلي والعربي، ولا تقتصر على مواكبة آخر الموضوعات والظواهر الإعلامية والسياسية والاجتماعية فحسب، بل تسعى إلى تحديد أفضل سبل الاستجابة لها أيضاً، وصياغة الاستراتيجيات الملائمة لوضع الإعلام الإماراتي والعربي في مكانة مرموقة تليق به في خضمّ سباق الحداثة.
منتدى الإعلام الإماراتي
ضمن الرؤية الجديدة التي يتبنّاها النادي، انطلق منتدى الإعلام الإماراتي عام 2013، ليكون منصة حوارية تخرج عن القوالب التقليدية، لتتناول الشأن الإعلامي الإماراتي، وتهدف إلى رصد أفضل الفرص الكفيلة بتحقيق تطوره وتقدمه وازدهاره، وبمشاركة جميع المعنيين بالإعلام المحلي.
يتبنّى المنتدى فضاءً خصباً للنقاش يتيح المجال أمام مشاركة أرحب تجمع جيل الشباب بطموحه وتطلعه نحو المستقبل، بجيل المتمرسين من أصحاب أرصدة الخبرات والتجارب، في جهد يرمي إلى إيجاد تحليل موضوعي ودقيق للمشهد الإعلامي المحلي عموماً مع وضعه في سياقه الخليجي والعربي الأشمل، ويمهّد السبيل أمام التعرف إلى آراء الشباب واكتشاف المواهب الصاعدة التي تشكل في واقع الأمر عصب النهضة التنموية الشاملة في الدولة عبر تضمينهم في نقاش بنّاء تشارك فيه نخبة من وسائل الإعلام والأكاديميين والباحثين والطلبة وأصحاب المبادرات الخلّاقة في سياق تفاعلي غير تقليدي.
منصة حيوية للتجديد والابتكار
لا ينحصر نجاح النادي في نجاح مشاريعه الكبرى، فقد كرّس مكانة بارزة له واحداً من أنشط أندية الصحافة في العالم، من خلال إتاحة الفرصة أمام أعضائه وشركائه للاستفادة من خدمات وبرامج ومبادرات غير مسبوقة، وموارد متنوعة وإمكانية الوصول إلى شبكة عالمية من الخبراء الإعلاميين ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية. حيث يعمل على تنظيم واستضافة ورش عمل وجلسات وندوات وبرامج متنوعة، تستهدف قضايا جوهرية تؤثر في المنطقة.
شركاء النادي
يحظى النادي باحترام مجتمع الإعلام العربي الذي وجد في أروقته ساحة رحبة للحوار الحرّ المتوازن والموضوعي، في أهم القضايا والموضوعات التي تشغل الشعوب العربية، مانحاً إياه شهادة ثقة وجدارة ليس في العمل الإعلامي والصحفي فحسب، وإنما كل الأدوار التي من شأنها أن تلعب دوراً مؤثراً في تقدم الشعوب ونهضتها ورقيها.
يمتلك النادي شراكة استراتيجية وبنكاً من البيانات والمصادر على المستوى المحلي والعربي والدولي، مع قيادات العمل الإعلامي ورموزه، من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن كبار الساسة العرب والأجانب والقيادات الأكاديمية والقامات الفكرية الرفيعة، والمتخصصين من رؤساء المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف، وكتّاب الأعمدة، والصحفيين على مستوى المنطقة العربية والعالم، والمكاتب الإعلامية للسفارات العاملة في الدولة، فضلاً عن شراكة واسعة مع طلبة الكليات والجامعات الإعلامية في المنطقة.
الرقم واحد
حقق النادي الرقم واحد في كثير من المجالات على المستويين العربي والعالمي، نذكر منها: إنه أول نادٍ من بين النوادي الصحفية العالمية، نجح في إنتاج وجمع محتوى صحفي مميز دخل ضمن المناهج الجامعية لتدريس طلبة كليات الإعلام، عبر «محتوى جائزة الصحافة العربية»، حيث وقع مع كلية محمد بن راشد للإعلام في عام 2015، اتفاقاً لإصدار النسخة الأولى من كتاب يجري إعداده خصيصاً ليغطي نماذج من الأعمال الفائزة بجائزة الصحافة العربية ليشكل مرجعاً تعليميّاً لتطوير المهارات الصحفيّة في الوطن العربي، خاصة في ظل افتقار المكتبة العربية، وربما خلوّها تماماً من نماذج عربية لأعمال صحفية مبدعة تصلح مرجعاً للباحثين وطلبة الصحافة في العالم العربي.
كذلك يعدّ النادي الأول على مستوى العالم العربي، في تخصيصه جائزة ل «الصحافة الذكية» لمواكبة التطور العالمي السريع في المجال الإعلامي عموماً، والصحفي على وجه الخصوص، والمتغيرات المطّردة التي تشهدها مجالات النشر الإلكتروني، ونجح النادي خلال سنتين من إطلاق هذه الجائزة من استشراف المستقبل الإعلامي والصحفي في المنطقة، وتشجيع المؤسسات الصحفية العربية على الاهتمام والاستثمار في مجال الصحافة الذكية.
المصدر: الخليج